فترة نميار الذهبية مع برشلونة



في يوم 24 مايو 2013، أعلن نادي سانتوس أن الفريق تلقى عرضين للتخلي عن نيمار، وفي اليوم التالي أعلن اللاعب بنفسه أنه سيوقع مع نادي برشلونة يوم 27 مايو، على أن ينضمّ لصفوف الفريق بعد اللعب في بطولة كأس القارات 2013 رفقة منتخب بلاده. أعلن النادي الكاتلوني عن صفقة الانضمام في الأيام اللاحقة فعلاً، بعقد يمتد لخمس سنوات (حتى صيف 2018)، وأعلن اللاعب عن سعادته بالانضمام للفريق واللعب مع نجوم الفريق (من أمثال تشافي و‌إنييستا و‌ميسي)، وقد اختار النادي بعد مفاوضات شاقة، وحديث متداول عن تلقّي هذا الأخير منافسة شرسة من عدة أندية أوروبية رغبت في التوقيع معه، منها تشيلسي و‌بايرن ميونخ، إضافة لنادي ريال مدريد (الغريم الأزلي للبارسا)، الذي اعترف رئيسه فلورنتينو بيريز بمحاولة ضم اللاعب قبل توقيعه للنادي الكاتلوني.


يوم 3 يونيو، قدم اللاعب من بلاده البرازيل ووصل إلى برشلونة، وبعد اجتيازه الكشف الطبي الروتيني، تم تقديمه للجماهير، في ملعب الكامب نو أمام نحو 56.500 مشجع كاتلوني، وقال حينها نائب رئيس النادي جوسيب ماريا بارتوميو إن الصفقة كلفت النادي 57 مليون يورو، لتُصبح ثاني أغلى صفقة معلَنة في تاريخ النادي وقتها، بعد صفقة السويدي زلاتان إبراهيموفيتش، وتم تحديد الشرط الجزائي للاعب عند 190 مليون يورو.


قُدّم نيمار للإعلام والجماهير بقميص غير مرقم، وعُرض هذا القميص في الأسواق وحقق مبيعات كبيرة، ثم جاء رحيل الإسباني تياغو ألكانتارا من البارسا إلى صفوف نادي بايرن ميونخ الألماني ليُتاح الرقم (11) للاعب ويُعلَن عن تخصيصه له، وهو الرقم الذي كان يرتديه رفقة فريقه السابق سانتوس، كما ارتداه رفقة منتخب بلاده مع الفئات السنية، وفي بعض الفترات مع المنتخب الأول، وقد ذكر لاحقا أنه الرقم المفضل لديه، وأنه يفضله حتى على حساب الرقم (10) الذي ارتداه في أغلب فتراته مع المنتخب، ومع باريس سان جيرمان، حتى بات رقمه المعتاد والمتعارف عليه.


بعد أن أعلن برشلونة في البداية عند انتقال نيمار أن صفقة ضمه بلغت 57 مليون يورو فقط، لم تكتمل السنة قبل أن تبدأ الشبهات تحوم حول العملية، إذ اتّهَم مكتب المدعي العام في مدريد النادي واللاعب ووكيل أعماله بالتهرب الضريبي في الصفقة في شهر يناير 2014، وبعد يوم واحد من إعلان قاضي المحكمة قبول النظر في الدعوى المقدمة من أحد أعضاء النادي، ضد ما تضمنته الصفقة من شبهات حول تقديم «عقود وهمية»، أُعلن عن اجتماع طارئ لمجلس الإدارة خرج بعده الرئيس ساندرو روسيل في مؤتمر صحفي أعلن فيه استقالته من رئاسة النادي، وعزا الأمر لأسباب شخصية، وقال أنه تعرض لحملة انتقادات واسعة شملت تهديدات واتهامات وتهجما عليه وعلى عائلته، مع الإصرار رسميا أن المبلغ المدفوع من أجل الحصول على خدمات لم يتجاوز 57.1 مليون يورو، حيث دفع مبلغ 17.5 مليونا لنادي سانتوس، ونحو أربعين مليونا إلى شركة «إن أند إن» (المملوكة لوالد اللاعب ووكيل أعماله نيمار الأب)، لكنه تذرع بالسرية لعدم كشف تفاصيل الصفقة في وقتها.


في حين أشارت مصادر أخرى تستند إلى وثائق مسربة إلى أن المبلغ ناهز 95 مليون يورو على الأقل، في إطار صفقة معقدة شاركت فيها شركة تملك جزءا من حقوق اللاعب إضافة لنادي سانتوس الذي كان يمتلك نحو 55% من هذه الحقوق، وكذلك والد اللاعب الذي يشغل منصب وكيل أعماله، إذ تشير التسريبات إلى أن النادي الكاتلوني دفع 10 ملايين يورو لشركة «إن أند إن» التي يمتلكها والد نيمار عام 2011، في اتفاق أولي يضمن انتقال الأخير للبارسا عام 2014، ثم قرر الأخير حسم عملية التعاقد مع اللاعب وتقديم موعدها كي يتمكن من ضمه في مايو 2013، بعد سلسلة من العقود المعقدة.


واعتبر الادعاء العام أن برشلونة مَدين لسلطة الضرائب الإسبانية بملغ 9.1 ملايين يورو في الاتفاقين اللذين عقدهما من أجل ضم نيمار من سانتوس (اتفاق عام 2011 الأولي واتفاق الانتقال الرسمي عام 2013)، ورجح المدعي العام أن لا تقلّ كلفة شراء اللاعب الفعلية عن 82.743 مليون يورو على أقل تقدير. ولم ينقضِ وقت طويل حتى خرج الرئيس جوسيب ماريا بارتوميو (الذي خلف روسيل المستقبل) ليعترف بدفع النادي مبلغ 86.2 مليون يورو لضم نيمار، وأكّد أن الفريق تستّر على القيمة الحقيقية بموجب اتفاق مع والد اللاعب، ولم يُفصح عنه إلا بعد موافقته، رغم تأكيد هذا الأخير على أنه حصل على مبلغ 40 مليون يورو المذكور فقط. مع تشديد الرئيس على سلامة موقف النادي من أي مخالفة ضريبية في الصفقة، قبل أن يُقرّر النادي في النهاية الاعتراف بالتهرّب الضريبي في عام 2016 والتعاون مع القضاء من أجل إغلاق الملف وحفظ ملف الدعوة المرفوعة ضد الرئيسين السابق ساندرو روسيل والحالي جوسيب ماريا بارتوميو الملاحقيْن من قبل النيابة العامة بسبب القضية.


وقد اتهمت المحكمة بارتوميو وروسيل والنادي الكاتالوني بارتكاب جنح ضريبية، واعتبرت روسيل المسؤول الأول عن الاحتيال الضريبي الذي حصل، ووجه له الادعاء العام فعلا تهمة اختلاس أربعين مليون يورو من الصفقة، وقضت المحكمة لاحقا بسجنه لمدة سبع سنوات، وسجن نائبه فترة الرئاسة وخلفه بعد الاستقالة بارتوميو لمدة سنتين وثلاثة أشهر، وذلك بتهمة القيام بجنح ضريبية متعلقة بقضية اللاعب، في حين طالبت نادي برشلونة بدفع تعويضات بقيمة 22.2 مليون يورو.


لم يبدأ نيمار مع برشلونة الموسم مباشرة، حيث خضع في بداية شهر يوليو لعملية استئصال اللوزتين، كما كان يتعالج من أعراض فقر الدم (الأنيميا)، ما أدى لفقدانه عدة كليوغرامات من وزنه، وقد أشار طبيب النادي خلال الفحوصات الطبية الروتينية إلى أن وزن اللاعب أقل من الملائم، لكن اللاعب سرعان ما أكد لاحقاً أنه بخير، وقد شارك فعلاً في تدريبات النادي لأول مرك أواخر شهر يوليو، ولعب يوم الثلاثين من الشهر أول مباراة له بقميص البارسا، وكانت حينما لعب كبديل في مباراة غير رسمية ضد ليخيا غدانسك في المباراة التي أنتهت بالتعادل الإيجابي 2–2. وسجل هدفه الأول مع النادي في المباراة التي فازوا بها 7–1 ضد أساطير تايلاند في 7 أغسطس.


أول مباراة رسمية مع برشلونة كانت يوم 18 أغسطس 2013 برسم الجولة الافتتاحية لموسم الدوري الإسباني 2013–14 حيث دخل عند الدقيقة 63 بديلا عن التشيلي أليكسيس سانشيز في المباراة التي سحقوا فيها الضيف ليفانتي بنتيجة 7–0، وبعد ثلاثة أيام تمكّن من توقيع أول هدف رسمي له بقميص النادي الكتالوني في ذهاب بطولة كأس السوبر الإسباني 2013 ضد أتلتيكو مدريد، حيث شارك كبديل عن بيدرو، وتمكّن من التسجيل بعد سبع دقائق فقط، في المباراة التي انتهت بالتعادل الإيجابي 1–1، وتمت الإشادة بأداء اللاعب في المباراة، إذ عوّض غياب نجم الفريق ليونيل ميسي الذي خرج مصاباً بين شوطي المباراة، وتمكن الفريق لاحقاً من إحراز اللقب بسبب قانون أهداف خارج الديار بعد نهاية مباراة الإياب بالتعادل السلبي، ليفوز بأول ألقابه مع النادي الكتالوني.


في 18 سبتمبر، لعب أول مباراة له في دوري أبطال أوروبا، ومرر تمريرة حاسمة لجيرارد بيكيه حيث فاز برشلونة على أياكس 4–0 في المباراة الافتتاحية لبطولة دوري أبطال أوروبا 2013–14. وبعد ستة أيام، تمكّن تسجيل أول هدف له على ملعب الكامب نو، وهدفه الأول في الدوري الاسباني أيضاً، في المباراة التي فاز بها برشلونة 4–1 على ريال سوسيداد.



يوم 26 أكتوبر، كان نيمار على موعد مع مشاركته الأولى في الكلاسيكو، ضد الغريم الأزلي ريال مدريد، وكانت الأنوار مسلطة على منافسته مع الوافد الجديد للنادي الملكي أيضاً الويلزي غاريث بيل، حيث خطفت مواجهتهما الأولى الأنظار من المواجهة الأشهر في الكلاسيكو في تلك الأعوام، والتي جمعت الأرجنتيني ليونيل ميسي (من برشلونة) والبرتغالي كريستيانو رونالدو (من ريال مدريد)، وقد تفوق نيمار في اللقاء وخطف الأنظار من الجميع، إذ تمكن من تسجيل الهدف الافتتاحي في المباراة، وصنع الهدف الثاني لزميله ألكسيس سانشيز، ليقود فريقه للفوز في الكلاسيكو بنتيجة 2–1 في كامب نو،

في الحادي عشر من ديسمبر 2013، قصّ شريط أهدافه في البطولة الأعرق أوروبيا؛ دوري أبطال أوروبا، حينما سجل ثلاثية (هاتريك) قاد بها فريقه لسحق نادي سلتيك الأسكتلندي بنتيجة 6–1، ليقود الفريق الكاتلوني للتأهل متصدراً لمجموعته ويقطع بطاقة العبور نحو الأدوار الإقصائية للمسابقة. وقد سجل الثالثية المتتالية (لم يقطعها هدف من غيره) خلال 14 دقيقة فقط (44' و48' و58')، ليوقع واحدة من أسرع الثلاثيات في تاريخ المسابقة. أنهى نيمار موسمه الأول بقميص البلوغرانا بتسجيل 15 هدفاً (9 منها في الدرري)، ضمن 41 مباراة خاضها مع الفريق، وحقق لقباً وحيداً هو السوبر المحلي في بداية الموسم.


في 13 سبتمبر 2014، وبعد دخولة كبديل، سجل أول هدفين له في موسم 2014–15، مما ساعد برشلونة للفوز على أتلتيك بيلباو 2–0. في 27 سبتمبر، سجل هاتريك ضد غرناطة في المباراة التي أنتهت بفوز فريقه 6–0، وسجل في مبارياته الثلاث التالية في الدوري الاسباني، بما في ذلك الهدف الافتتاحي في مباراة الكلاسيكو الذي خسره أمام ريال مدريد بنتيجة 1–3 على ملعب سانتياغو برنابيو.


في 24 يناير 2015، سجل هدفين وصنع هدفين آخرين في المباراة التي انتهت بفوز برشلونة 6–0 على إلتشي. وفي 28 يناير، سجل هدفه العشرين في الموسم بالمباراة التي فاز بها فريقع على أتلتيكو مدريد 3–2 في ربع نهائي كأس الملك. في 4 مارس، سجل نيمار هدفين في المباراة التي فازوا بها 3–1 في نصف نهائي كأس ملك إسبانيا على فياريال. في 21 أبريل، رفع رصيده ليصل إلى 30 هدف في الموسم بتسجيله هدفين في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا ضد باريس سان جيرمان في المباراة التي انتهت لصالح فريقه بنتيجة 2–0 ليتأهل النادي الكتالوني لدور النصف النهائي من البطولة.


في مايو، وهو الشهر الأخير من الموسم، سجل نيمار الهدف الأخير في المباراة التي انتصروا فيها 3–0 ضد بايرن ميونخ في مباراة الذهاب من الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا على ملعب كامب نو. وبعد أسبوع، سجل أهداف فريقه في مباراة الإياب التي هُزموا فيها 3–2 على ملعب أليانز أرينا ليضمن برشلونة التأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا 2015. كما أنه أفتتح التسجيل لفريقه من ضربة رأسية في المباراة التي فازو بها 2–0 في الدوري ضد ريال سوسيداد، وهي النتيجة التي منحت برشلونة التقدم بفارق أربع نقاط على ريال مدريد قبل نهائية الدوري بمباراتين. في 17 مايو وبعد حصولهم على لقب الدوري عندما فازوا بنتيجة 1–0 على أتلتيكو مدريد في ملعب فيسنتي كالديرون، فاز برشلونة على أتلتيك بيلباو 3–1 على ملعب كامب نو في نهائي كأس ملك إسبانيا 2015، وسجل هدف المباراة الثاني وكانت هذه المباراة في 30 مايو.


في 6 يونيو 2015، سجل الهدف الثالث لبرشلونة في نهائي دوري أبطال أوروبا في المباراة التي هزموا فيها بطل الدوري الإيطالي وكأس إيطاليا يوفنتوس بنتيجة 3–1 على الملعب الأولمبي في برلين، ليحقق النادي كأسه الخامسة في دوري أبطال أوروبا. هذا جعل برشلونة أول ناد في التاريخ للفوز بالثلاثية (الدوري المحلي، الكأس محلي والكأس القاري) مرتين. من الناحية الشخصية، أصبح اللاعب الثامن في تاريخ كرة القدم الذي يفوز بكأس ليبرتادوريس ودوري أبطال أوروبا، وأول لاعب يسجل في نهائي في المسابقتين.


أنهى نيمار الموسم بـ39 هدف في جميع المسابقات و 10 في دوري أبطال أوروبا، مما جعله هدّاف دوري أبطال أوروبا بالتشارك مع كريستيانو رونالدو وزميله ليونيل ميسي. وكان أول لاعب يحصل على هذا اللقب في عصر رونالدو وميسي منذ مواطنة كاكا في موسم 2006–07. وانهى الموسم ثلاثي هجوم برشلونة ميسي، سواريز ونيمار، والمعروف أختصار بـ"MSN"، بـ122 هدف، ليصبح أكثر ثلاثي في تاريخ الكرة الإسبانية يحقق هذا الرقم.


بسبب وجود التهاب الغدة النكفية، غاب نيمار عن كأس السوبر الأوروبي 2015 وكأس السوبر الإسباني 2015. وفي 17 أكتوبر، سجل سوبر هاتريك (4 أهداف) في المباراة التي فاز بها برشلونة 5–2 على رايو فايكانو في الدوري الإسباني، ليصل مجموع أهدافه إلى ثمانية أهداف لهذا الموسم. وفي 21 نوفمبر، سجل هدف ومرر تمريرة حاسمة بالكعب لأندريس إنييستا في مباراة الكلاسيكو التي إنتصر بها برشلونة 4–0 على ريال مدريد. وفي 28 نوفمبر سجل هدفين في المباراة التي فاز بها برشلونة 4–0 على ريال سوسيداد، ليصل مجموع أهدافه إلى 14 هدفا في 12 مباراة بالموسم. وفي 30 نوفمبر، تم اختيار نيمار في القائمة المختصرة لكرة الفيفا الذهبية 2015 جنبا إلى جنب مع زميله ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو، وحصل على المركز الثالث. في 22 مايو 2016، سجل هدفا في الوقت الإضافي لبرشلونة في المباراة التي فازوا بها على إشبيلية 2–0 في نهائي كأس ملك إسبانيا على ملعب فيسنتي كالديرون، حيث احتفل النادي بالفوز بالثنائية المحلية للموسم الثاني على التوالي، بعد فوزهم بالثلاثية في الموسم السابق.


في 13 أغسطس 2016، سجل هدف من ركلة حرة ومرر أربع تمريرات حاسمة في أولى مباريات برشلونة في دوري الأبطال والتي جمعته بسلتيك في الكامب نو انتهت بنتيجة 7–0. وفي يوم 8 مارس، كان لنيمار دورًا بطوليًا في عودة برشلونة ضد باريس سان جيرمان في إياب ثمن النهائي من دوري أبطال أوروبا (6–1) حيث تسبب في ركلة الجزاء التي سجل منها ميسي الهدف الثالث في الدقيقة 50، ثم سجل الهدف الرابع من خلال ركلة حرة مباشرة في الدقيقة 88، ثم سجل الهدف الخامس من ركلة جزاء في الدقيقة 91، ليصنع بعد ذلك هدف الفوز بتمريرة حاسمة لسيرجي روبيرتو في الدقيقة 95. وأنهى الموسم بتسجيله 20 هدف وتحقيق كأس ملك إسبانيا مع برشلونة.