كيف كانت بدايات نيمار قبل الذهاب الى أوروبا؟



نيمار دا سيلفا سانتوس جونيور؛ مواليد 5 فبراير 1992)، المعروف باسم نيمار أو نيمار جونيور، هو لاعب كرة قدم برازيلي يلعب مهاجمًا لنادي الهلال في دوري المحترفين السعودي و‌منتخب البرازيل. يعتبر لاعبًا متعدد الاستخدامات، حيث يمكنه اللعب كمهاجم مركزي، مهاجم ثانٍ، جناح أو أحيانًا كصانع ألعاب. يُعرف بالمهارة العالية، المراوغة، السرعة، الابتكار، التمرير، والقدرة على اللعب بكلتا القدمين، ويعتبر أحد أفضل اللاعبين في العالم. سجل نيمار ما لا يقل عن 100 هدف لثلاثة أندية مختلفة، مما يجعله واحداً من ثلاثة لاعبين حققوا ذلك.


بَرَز نيمار في سن مبكرة مع نادي سانتوس في موطنه البرازيل، حيث لعب أول مباراة له كمحترف مع الفريق الأول وهو لا يزال بسن السابعة عشرة. ساعد النادي على الفوز ببطولتين متتاليتين من بطولة باوليستا، وكأس البرازيل، وكوبا ليبرتادوريس 2011. وكان الأخير هو الأول لسانتوس منذ عام 1963. وحصل نيمار مرتين على جائزة أفضل لاعب في أمريكا الجنوبية مرتين، في عامي 2011 و2012، وسرعان ما انتقل إلى أوروبا للانضمام إلى برشلونة. كجزء من الثلاثي الهجومي لبرشلونة مع ليونيل ميسي ولويس سواريز، فاز بالثلاثية المكونة من الدوري الإسباني و‌كأس الملك و‌دوري أبطال أوروبا في موسم 2014–15، واحتل المركز الثالث في جائزة الكرة الذهبية عن أدائه لعام 2015.


 ثم حصل على الثنائية المحلية في موسم 2015–16. في عام 2017، انتقل نيمار إلى باريس سان جيرمان في صفقة قياسية هي الأضخم في تاريخ كرة القدم، حيث بلغت قيمتها 222 مليون يورو. في فرنسا، فاز نيمار بخمسة ألقاب في الدوري، ولقبين في كأس فرنسا، و لقبين في كأس الرابطة الفرنسية. والتي تضمنت ثلاثية محلية وحصل على جائزة لاعب الموسم في الدوري الفرنسي في موسمه الأول. ساعد نيمار فريق باريس سان جيرمان في تحقيق أربع مرات على المستوى المحلي في موسم 2019–20، وقاد النادي إلى نهائي دوري أبطال أوروبا لأول مرة في التاريخ.


برصيد 77 هدفًا في 128 مباراة مع البرازيل منذ مشاركته لأول مرة في سن الثامنة عشر، يُعد نيمار أفضل هداف في تاريخ منتخبه، الى جانب بيليه فقط. كان لاعباً أساسياً في تحقيق البرازيل لبطولة أمريكا الجنوبية للشباب تحت 20 سنة 2011، حيث أنهى البطولة كأفضل هداف، وكأس القارات 2013، حيث فاز بالكرة الذهبية كأفضل لاعب في البطولة. تم قطع مشاركته في كأس العالم 2014 وكوبا أمريكا 2015 بسبب تعرضه للإصابة في الأولى والإيقاف في الثانية، قبل أن يقود البرازيل إلى تحقيق أول ميدالية ذهبية أولمبية في كرة القدم للرجال في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2016. بعد عامين، بعد تخليه عن شارة القيادة، شارك في كأس العالم 2018، وبعد التغيب عن بطولة كوبا أمريكا 2019 بسبب الإصابة، وساهم مع البرازيل في الوصول إلى النهائي في بطولة 2021.


خارج الملعب، يُعد نيمار من بين أبرز الرياضيين في العالم. أطلق عليه موقع سبورت برو لقب أكثر الرياضيين قابلية للتسويق في العالم في عامي 2012 و 2013، واستشهدت به إي إس بي إن على أنه رابع أشهر رياضي في العالم في عام 2016. وفي عام 2017، أدرجته مجلة تايم في قائمتها لأكثر 100 شخص تأثيرًا في العالم. بحلول عام 2018، صنفته فرانس فوتبول على أنه ثالث أعلى لاعب كرة قدم أجراّ في العالم، في عام 2019، صنفته مجلة فوربس على أنه ثالث أعلى رياضي يتقاضى أجر في العالم، وفي عام 2020، صنفته مجلة فوربس كرابع أعلى رياضي في يتقاضى أجر في العالم.


ولد نيمار دا سيلفا سانتوس جونيور في موجي داس كروزيز بمدينة ساوباولو، لأبوين برازيليين هما نيمار سانتوس سينيور، ونادين دا سيلفا. ورث اسمه عن والده الذي كان لاعب كرة قدم سابقًا وأصبح مستشارًا لابنه حيث بدأت موهبة نيمار في النمو. يعلق نيمار على دور والده: «كان والدي بجانبي منذ أن كنت صغيراً. إنه يعتني بالأشياء وأموالي وعائلتي.» أثناء نشأته، جمع نيمار حبه لكرة الصالات مع كرة الشوارع. قال نيمار إن كرة الصالات كان لها تأثير كبير على نشأته، مما ساعده على تطوير أسلوبه وسرعة تفكيره وقدرته على أداء الحركات في المساحات الضيقة.


في عام 2003، انتقل نيمار مع عائلته إلى ساو فيسنتي، حيث بدأ اللعب مع فريق شباب بورتوغيزا سانتيستا. ثم في وقت لاحق في عام 2003، انتقلوا إلى سانتوس، حيث انضم نيمار إلى نادي سانتوس. مع نجاح مسيرته المهنية في مجال الشباب ودخله الإضافي، اشترت العائلة أول عقار لها، منزل بجوار فيلا بيلميرو، ملعب سانتوس الرئيسي. تحسنت نوعية حياتهم الأسرية، حيث في سن 15، كان نيمار يكسب 10.000 ريال شهريًا وفي سن 16، كان يكسب 125.000 ريال شهريًا. في سن 17، وقّع أول عقد احترافي كامل له، وتمت ترقيته إلى فريق سانتوس الأول، وبدأ في توقيع صفقات الرعاية الأولى.


بدأ نيمار ممارسة كرة القدم في سنٍّ مبكرة، وكانت بداياته مشابهة لبداية جلّ أقرانه في البرازيل، عن طريق ممارسة الكرة في الشوارع، إلى أن انضمّ في سن السابعة –عام 1999– لفريق محلّي في مدينة سانتوس التابعة لولاية ساو باولو البرازيلية يُدعى بورتوغيزا سانتيستا، واستمرّ هناك إلى أن تمّ رصده من قِبل نادي سانتوس، الذي استقدمه عام 2003.


بعد انضمامه إلى أكاديمية شباب نادي سانتوس عام 2003 وتوقيعه مع النادي وهو في سن الحادية عشرة سرعان ما لفتَ الأنظار إليه بموهبته الكبيرة، ما جعله يحظى في سنّ الرابعة عشرة بفرصة تجربة مع نادي ريال مدريد، أحد أكبر أندية أوروبا، وسافر اللاعب اليافع وقتها فعلًا إلى إسبانيا في مارس 2006 من أجل التدرّب مع أشبال النادي الملكي، حيث تدرّب في المنشآت الرياضية للنادي لأزيد من أسبوعين وحظي بفرصة مقابلة مسؤولي ونجوم الريال، من أمثال الظاهرة رونالدو و‌زين الدين زيدان و‌روبيرتو كارلوس، كما حضرَ مباراة للفريق ضد نادي ديبورتيفو لاكورونيا من مدرّجات ملعب سانتياغو برنابيو، وقد نال إعجاب مسؤولي النادي الذين قرّروا التوقيع معه وعَرضوا عليه إكمال نشوئِه مع أشبال الفريق، وتمّ الاتفاق في بادئ الأمر بين الطرفين من الناحية المبدئية، لكن اللاعب فضّل بعد ذلك الرجوع إلى بلاده البرازيل دون إكمال تجربته مع الريال، حيث تحدّثت أغلب المصادر عن خلافٍ ماليٍ وقف دون إكمال الاتفاق، بسبب مطالبة والد وممثّل اللاعب القانوني حينها مبلغ 60 ألف يورو من أجل انضمام نجله للفريق،


 ما قابَله قادة الريال حينها بالرفض، وسط حديث عن امتناع النادي عن دفع هكذا مبلغ في شابٍ لم يتجاوز سن 14 عامًا، اللاعب ووالده نفيا هذه القصة ضمنيا، حيث ذكر والده أن ما منعه من الانضمام لريال مدريد هو أنه لم يُرد اللعِب لهم في تلك الفترة فحسب، وذكر اللاعب أنه رفض عرض الريال لأنه لا يُشترى بالمال، إضافة إلى أن نادي سانتوس الذي كان يلعب له اللاعب قد أظهر رغبة كبيرة في الاحتفاظ باللاعب، وكانت تربطهم علاقة جيدة، ليُفضّل في النهاية إكمال فترة شبابه في بلاده مع رفقائه في سانتوس، حيث تردّد في فُرص نجاحه دون مشاكل خارج بلده حينها، وكان يتساءل عما إذا كان بمقدوره اللعب بعيدًا عن مسقط رأسه وعن زملائه في ذلك السن المبكر، ورغم توقيع العقد المبدئي بين الطرفين ورضا النادي عن موهبة نيمار إلا أن والده قال في كتاب نشروه لاحقًا عن مسيرة اللاعب منذ البدايات أن اختياره عدم توقيع عقد نهائي مع ريال مدريد كان بسبب أنه تفطّن بعد أيام مع المكوث في إسبانيا أن ابنه لم يكن مستعدًّا بعدُ للرحيل عن بلاده، حيث ذكر بأنه لم يبدُ على يرام، وبدأ يشتاق لعائلته ومدرسته ورفاقه، رغم أنه بدا في البداية سعيدًا وبدا كلّ شيء جيدا (حسب الوالد دائمًا).

وبعد رجوعه لبلاده وناديه استمرّ نيمار في التطوّر ولفتِ الانتباه حتى حظي عام 2009 وهو بعدُ في سنّ السابعة عشرة بفرصة تمثيل الفريق الأول للنادي البرازيلي لأول مرة. كان نيمار قد احتفل قبل شهر بعيد ميلاده السابع عشر حين لعِب أول مباراة رسمية له مع سانتوس، وكان ذلك يوم 7 مارس 2009، حين دخل بديلًا لزميله ماوريسيو مولينا عند الدقيقة 59' في المباراة التي فاز فيها فريقه على فريق أويستي ضمن منافسات بطولة باوليستا الإقليمية 2–1، وفي الأسبوع الموالي، وتحديداً يوم 15 مارس شارك لأول مرة كلاعب أساسي في مباراة ضد نادي موجي ميريم برسم الباوليستا أيضًا واستطاع حينها تسجيل أول هدف في مسيرته الاحترافية، في المباراة التي فاز فيها رفقاؤه بنتيجة 3–0.


وبعد أقلّ من شهر، وتحديدًا يوم الحادي عشر من أبريل، سجل نيمار الهدف الحاسم في المباراة التي فاز فيها سانتوس على بالميراس بنتيجة 2–1 في مباراة الذهاب من الدور نصف النهائي من نفس المسابقة، ليُساهم في تفوق فريقه وتأهّله بالتالي للنهائي الذي قارعوا فيه فريق كورينثيانز بقيادة أسطورة البرازيل الظاهرة رونالدو، حيث تفوَّق هذا الأخير على نيمار بتسجيله ثنائية في الذهاب قادت فريقه للفوز بنتيجة 3–1، ثمّ تعادل الفريقان في الإياب 1–1، ليُتوَّج رفقاء رونالدو بالبطولة بمجموع 4–2 في الذهاب والإياب.


يوم السابع من شهر نوفمبر 2009 تمكّن نيمار الذي لم يُتمَّ سن الرشد –18 سنة– بعد حينها من تسجيل أو ثنائية في مسيرته الاحترافية، وكان ذلك في مرمى فريق ناوتيكو حينما قاد فريقه للفوز عليه بنتيجة 3–1 لحساب مباريات الدوري البرازيلي، ثمّ أتبعها بثنائية ثانية في نفس البطولة بعد جولتين من ذلك حينما قاد فريقه للفوز على نادي كوريتيبا بنتيجة 4–0، ليُكمل موسمه الأول في الدوري البرازيلي في الترتيب 21 على قائمة أفضل الهدّافين بتسجيله لـ10 أهداف، من 32 مشاركة، بفارق 9 أهداف عن هدّافيْ المسابقة، فيما شارك في 48 مباراة بشكل عام في كافة المسابقات هذا الموسم، وسجل 14 هدفًا الدوري.


بداية من موسم 2010 (الموسم البرازيلي يُقام كاملًا في سنة واحدة عكس الموسم الأوروبي الذي يبدأ في سنة وينتهي في التي تليها) بدأ نيمار يشقّ طريقه نحو النجومية في سانتوس رغم حداثة سنّه (18 سنة فقط)، فبات هدّاف الفريق ونجمه ومسدّد ركلات الجزاء فيه. وسجل في 15 أبريل 2010 خمسة أهداف لسانتوس في المباراة التي فازوا بها بنتيجة 8–1 على غواراني في مرحلة التصفيات المؤهلة لكأس البرازيل. بعد كامبيوناتو باوليستا 2010 والذي سجل فيه نيمار 14 هدفا في 19 مباراة، توج النادي بطل بعد فوز 5–5 (بفضل قانون أهداف خارج الديار) على سانتو أندريه في النهائي. وأعطي جائزة أفضل لاعب في المسابقة. أداء نيمار مع سانتوس أدى إلى تشبيه طريقة لعبه مع لاعبين برازيليين آخرين، مثل روبينيو، بل وتمّ تشبيهه حتى بالأسطورة البرازيلية بيليه.


في عام 2010، تلقّى سانتوس عرضا بقيمة 12 مليون£ من نادي وست هام يونايتد الإنجليزي لضمّ اللاعب، لكنه قوبِل بالرفض، حيث أصرّ النادي على دفع كامل مبلغ فسخ العقد البالغ 28.4 مليون£ كشرطٍ لرحيل اللاعب، رغم أن ويست هام رفع عرضه لمبلغ 16 مليون باوند بعد ذلك. وفي وقت لاحق تلقّوا عرضا من نادي إنجليزي آخر، هو تشيلسي، حيث أفادت التقارير أنهم عرضوا ما يقارب 17 مليون جنيه استرليني لجلب اللاعب في بادئ الأمر، سرعان ما تمّت زيادتها لتبلغ 20 مليونا، لكن النادي البرازيلي قام برفض العرض في بيان رسمي، وعلى الرغم من رفع البلوز للعرض ليقترب من متطلّبات سانتوس المالية إلا أن نيمار اختار البقاء وقتها في بلده، في خطوة ذَكرَ لاحقاً أن الأسطورة البرازيلية بيليه شجّعه عليها في اتصال هاتفي، ما جعله يُعلن رفضه للرحيل ويُصرّح: «أنا مركز على سانتوس فقط» ، وأشار وكيله، واغنر ريبيرو، إلى أن مصير نيمار سيكون في مكان آخر لا محالة، مشيرا إلى أنه «يريد أن يصبح أفضل لاعب في العالم، ونسبة تحقيق هذا الحلم في البرازيل هي 0%.»


على الرغم من اعترافه بعد عام واحد، في مقابلة مع صحيفة ديلي تلغراف البريطانية، أنه كان سعيدا باهتمام تشيلسي به لأنه كان «يحلم باللعب في أوروبا»، في حين ذكر أيضا أنه في ذلك الوقت كان القرار الصحيح هو البقاء في البرازيل. في هذا الموسم سجّل نيمار أفضل أرقامه التهديفية في كافة المسابقات على الإطلاق، حيث سجلّ 42 هدفاً من 60 مباراة، منها 17 هدفاً في بطولة الدوري، الذي حلّ ثانياً في ترتيب هدّافي البطولة، رغم أن هذا الموسم كان شاهداً على نشوب أزمة انضباطية حدّدت جانباً مهمّاً من مسيرة اللاعب في شبابه، حيث تسبّب في مشكلة مع مدرّبه في نادي سانتوس آنذاك دوريفا جونيور، سبَبُها قيام هذا الأخير باختيار لاعب غيره لتسديد ضربة جزاء في إحدى مباريات الدوري المحلّي، ما جعل اللاعب يسبّ مدربه، ويتشاجر مع ثلاثة من زملائه بعدها، الأمر الذي أدّى لتغريم اللاعب وتوبيخه من طرف فريقه بسبب سلوكه الطائش.


في 30 نوفمبر 2010، باع سانتوس 5% من رسوم انتقاله المستقبلية التي سيحصل عليها لمجموعة استثمارية برازيلية، بمبلغ 3.549.900 ريال برازيلي (ما يُعادل حينها نحو 1.5 مليون يورو). في ديسمبر 2010، حصل نيمار (الذي لم يتجاوز عمره الثامنة عشرة بعد) على المركز الثالث في سباق جائزة أفضل لاعب في أمريكا الجنوبية 2010، خلف كلّ من أندريس داليساندرو وخوان سيباستيان فيرون. افتتح نيمار العام بمشاركة دولية ناجحة مع منتخب شباب البرازيل، حيث استطاع رفقة زملائه تحقيق اللقب الحادي عشر لراقصي السامبا الصغار في بطولة كوبا أمريكا للشباب (أقلّ من 20 سنة)، حيث كان هدّاف البطولة بتسعة أهداف، بفارق خمسة أهداف عن أقرب ملاحقيه.


ثمّ افتتح موسمه مع سانتوس بالمشاركة في بطولة باوليستا الإقليمية، حيث تمكّن من تسجيل 4 أهداف في المسابقة، آخرها كان الهدف الذي حسم به الفريق الفوز بالبطولة للمرة الثانية توالياً في المباراة النهائية التي واجه فيها نادي كورينثيانز في مايو 2011. وفي الدوري البرازيلي تألّق نيمار بشكل لافت هذا الموسم، ووضع بصمته في عدّة مباريات حاسمة؛ ففي الـ28 من يوليو 2011 خاض نيمار مواجهة مثيرة ضد أسطورة كرة القدم البرازيلية رونالدينيو وفريقه فلامنغو برسم الأسبوع الثاني عشر من الدوري، ورغم تسجيل نيمار هدفاً رائعاً جداً في الدقيقة 26' من اللقاء (فاز عنه لاحقاً بجائزة بوشكاش) جعل فريقه يتقدّم بثلاثية نظيفة إلا أن الشوط الأول انتهى بالتعادل 3–3، بعد تمكّن رفقاء رونالدينيو من تسجيل ثلاثة أهدف في ظرف 16 دقيقة (سجل رونالدينيو أوّلها) عدّلوا بها النتيجة، ولم تقتصر الإثارة على الشوط الأول بل استمرّت في الثاني حينما سجل نيمار هدفاً رابعاً لفريقه وثانيا له شخصياً، إلا أن رونالدينيو ردّ عليه بثنائية –أكمل بها الهاتريك (3 أهداف)– قادت فريقه لتحقيق الفوز بنتيجة 5–4،


ثم ساهم يوم 21 أغسطس في فوز سانتوس على حساب باهيا بهدفين لواحد، حيث سجل الهدف الأول في اللقاء الذي أقيم في الأسبوع الثامن عشر من الدوري. لكن تألّقه الأكبر في بطولة الدوري هذا الموسم كانت حينما انفجر في وجه نادي أتلتيكو باراناينسي يوم 29 أكتوبر 2011 في مباراة أقيمت لحساب الجولة الثانية والثلاثين، حيث قاد فريقه للفوز بنتيجة 4–1، مسجلاً الأهداف الأربعة (سوبر هاتريك). ثم ساهم في الأسبوع التالي (33) في فوز سانتوس على فريق فاسكو دا غاما يوم 6 نوفمبر، حيث سجل الهدف الأول من إجمالي هدفين نظيفين فاز بهما رفقاؤه على أحد الفرق المنافسة بشراسة على لقب الدوري.


وعلى الرغم من حلول فريقه سانتوس في المرتبة العاشرة في المسابقة، وبفارق 20 نقطة كاملة عن البطل، إلا أن نيمار تمكّن رغم ذلك من الفوز بجائزة أفضل لاعب في الدوري حسب تصويت الخبراء الذين اختارهم الاتحاد البرازيلي لتحديد أفضل لاعب في البطولة آنذاك. كما حلّ سابعاً بالتشارك في سباق هدّافي الدوري، بعد أن سجّل 13 هدفا.


تألّق نيمار هذا العام أيضاً في مسابقة دوري أبطال أمريكا الجنوبية (كوبا ليبيرتادوريس)، حيث استطاع بفضل مجهوداته الجبارة رفقة زملائه أن يظفر باللقب القاري للنادي، والذي كان غائباً عن خزائنه منذ قرابة نصف قرن من الزمن، وتحديداً من أيام الأسطورة بيليه أوائل ستينيات القرن العشرين.


وقد تألّق نيمار بشكل لافت في الأدوار الحاسمة للبطولة، حيث سجل 6 أهداف في المسابقة، جعلته في الترتيب الثالث على قائمة هدّافي البطولة، بفارق هدف وحيد عن هدافيْ البطولة، واضعاً بصمته في الأداور الهامة، حيث سجل في إياب ربع النهائي ضد فريق أونس كالداس ليقود فريقه للفوز في مجموع المباراتيْن 2–1، ويصعد بالتالي لنصف النهائي، الذي واجه فيه نادي سيرو بورتينيو البارغواياني، وهناك تألّق بشكل مُلفت أيضاً، حيث كان نجم مباراة الذهاب التي فاز فيها فريقه بهدف نظيف، صنعه هو بعد مجهود فردي رائع، حيث راوغ عدة لاعبين، ومرّر الكرة لزميله إيدو دراسينا الذي أودعها الشباك، ثمّ تألّق إياباً، بمشاركته في هدفين، وتسجيله ثالثاً في المباراة التي انتهت بالتعادل الإيجابي 3–3، ليصعد الفريق لمواجهة فريق بينيارول الأوروغوياني في نهائي المسابقة، وهناك تألّق نيمار في مباراة الإياب، حييث سجل هدفاً من أصل هدفيْن تَوَّجا سانتوس بطلاً للبطولة القارية الأهمّ. واختير نيمار بفضل أدائه أفضل لاعب في البطولة.


الفوز بالليبيرتادوريس أتاح لسانتوس المشاركة في بطولة كأس العالم للأندية 2011 والتي أُقيمت في اليابان شهر ديسمبر، حيث قابل رفقاء نيمار نادي كاشيوا ريسول الياباني في الدور نصف النهائي، واستطاع نيمار افتتاح النتيجة لفريقه بهدف جميل مهّد الطريق لانتصارهم بنتيجة 3–1، والتأهّل بالتالي للمباراة النهائية التي واجهوا فيها بطل أوروبا برشلونة الإسباني، وهناك اتجهت أنظار العالم لمواجهة النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي؛ أفضل لاعب في العالم في العامين الأخيرين، ضد الجوهرة البرازيلية الصغيرة نيمار، حيث بات نيمار حديث الصحافة وحتى لاعبي الخصوم، بوصفه واجهة سانتوس الأبرز.


ورغم أن نيمار خسر المعركة أمام ميسي الذي انتصر ورفقاءه بنتيجة 4–0، إلا أن ذلك لم يمنعه من اعتلاء منصّات التتويج عالمياً بعدما اعتلاها قارياً، حيث فاز بالميدالية البرونزية كثالث أفضل لاعب في البطولة، خلف لاعبيْ برشلونة الفائز باللقب ميسي و‌تشافي. توُّج نيمار في نهاية هذا العام بجائزة أفضل لاعب في أمريكا الجنوبية، بعد أن حصل على 130 صوتا من إجمالي الأصوات، ما جعله يُحطّم الرقم القياسي للجائزة في عدد الأصوات تاريخيا، ويُكمل بالتالي هيمنته على الألقاب الفردية المتاحة في القارة اللاتينية هذا الموسم، بعد تتويجه بجائزة أفضل لاعب في الدوري البرازيلي، وأفضل لاعب في كوبا ليبرتادوريس، هذا فضلاً عن حلوله في المرتبة العاشرة في ترتيب كرة الفيفا الذهبية لأفضل لاعبي العالم عام 2011، واختيار هدفه ضدّ فلامنغو في الدوري البرازيلي للفوز بجائزة بوشكاش لأفضل هدف في العام، والمقدمة من الفيفا.


في هذا الموسم لم يتوقّف الجدل حول مصير اللاعب، وربطه بالرحيل عن نادي سانتوس باتجاه أحد الأندية الأوروبية، حيث تحدّث رئيس النادي البرازيلي وقتها لويس ألفارو دي أوليفيرا ريبيرو عن 5 عروض أوروبية تلقّاها النادي من أجل الاستغناء عن خدمات اللاعب، وصرح بأن هذه العروض جاءت من ناديا تشيلسي و‌مانشستر سيتي الإنجليزييْن، إضافة لنادي أنجي محج قلعة الروسي، وقطبا الكرة الإسبانية؛ ريال مدريد و‌برشلونة.


وقد كان النجم البرازيلي المخضرم روبيرتو كارلوس وسيطاً من أجل إقناع اللاعب باختيار نادي أنجي بدلاً من برشلونة وريال مدريد الذيْن ارتبط بهما اللاعب أكثر من البقية، وقد ذكر كارلوس علانية بأنه أجرى محادثات مع اللاعب بهذا الصدد، بل وتطوّر الأمر حتى بالاتصال بنادي سانتوس بشكل رسمي وتقديم عرض لجلب اللاعب. لكن الإعلام ربط اللاعب أكثر بقطبيْ إسبانيا خلال هذه الفترة، فتمّ الحديث عن محادثات متقدّمة بين اللاعب و‌نادي برشلونة، محادثات ربما بلغ تداولها ذروته حينما تواجد الطرفان في اليابان من أجل بطولة مونديال الأندية الذي تواجها في مباراته النهائية، لدرجة أن بعض الصحف تحدّثت عن طلب نيمار من مدرب البارسا آنذاك بيب غوارديولا أن يأخذه للبارسا، لكن المفاوضات ربما كانت أكبر وأكثر جدّية بين اللاعب وغريم النادي الكاتلوني،


 فريق ريال مدريد، حيث تحدّثت وسائل إعلام عن تقدّم كبير في هذه المفاوضات، بل وحتى التأكيد على إتمام الصفقة وإجراء اللاعب للفحص الطبي الممهّد لانتقاله، الأمر الذي اضطرّ اللاعب للتحدث وإعلان نفي الخبر، كما جعل رئيس سانتوس ريبيرو يخرج للعلن ليُهدّد بمقاضاة النادي الملكي للاتحاد الدولي للعبة إن هو اتفق مع نيمار دون الرجوع للنادي الذي يمتلك عقده، وهو ما يعدّ مخالفة للقوانين، لكن ذلك الجدل كلّه خفت إلى حدٍّ بعيد حينما تمّ الإعلان عن توصّل سانتوس لاتفاق يقضي بتجديد اللاعب لعقده مع النادي حتى عام 2014، قاطعاً الطريق في وجه الأندية الراغبة في ضمّه، ومؤمّنا بقاء جوهرة الفريق معه ولو مؤقّتاً، وقال اللاعب بأنه فضّل البقاء مع فريقه الأمّ والتجديد من أجل طفله –الذي أنجبه قبل ذلك بأشهر– وسعادته، تجديدٌ وصل بموجبه راتب اللاعب لنحو 615 ألف يورو في الشهر، ليحتلّ المرتبة الـ12 في ترتيب أعلى أجور لاعبي الكرة وقتها حول العالم.


ع بداية هذا العام، وفي اليوم الذي كان يحتفل فيه ببلوغه سن العشرين –يوم 5 فبراير 2012– تمكّن نيمار من تسجيل هدفه رقم 100 في مسيرته كلاعب كرة قدم محترف (82 مع نادي سانتوس و18 مع المنتخب الوطني بفئاته المختلفة)، وذلك في مرمى نادي بالميراس في كامبيوناتو باوليستا الإقليمية. ثم بعدها بأربعة أيام سجل ثلاثية (هاتريك) قاد بها فريقه للفوز على بوتافوغو اس بي بنتيجة 4–1، ثم واصل تألّقه في الفترة اللاحقة حيث تمكّن من تسجيل هدفين، واحد منها كان من 25 ياردة، وصنع اثنين آخرين ليقود فريقه لسحق بونتي بريتا بنتيجة 6–1. في 7 مارس 2012، سجل هاتريك في المباراة التي انتهت بفوز فريقه بنتيجة 3–1 في كأس ليبرتادوريس.


 في 29 مارس، سجل ثلاثية جديدة ضد نادي غواراتينغيتا في المباراة التي أنتهت بفوز فريقه بنتيجة 5–0. وفي المباراة التي كانت ضد ساو باولو في 29 أبريل 2012، سجل هاتريك لتنتهي المباراة بنتيجة 3–1. بعد ذلك، أحرز هدفين في مباراة الذهاب ومثلهما في الإياب لحساب نهائي كامبوناتو باوليستا 2012 ضد غواراني، ما قاد الفريق للفوز في مجموع المباراتين بنتيجة 7–2، وإحراز البطولة. للمرة الثالثة تواليا. وقاد اللاعب لإنهاء البطولة متربعا على عرش هدافيها برصيد 20 هدفا (منها ثلاث ثلاثيات)،


في 25 أغسطس 2012، سجل ثنائية قاد بها فريقه سانتوس للفوز بنتيجة 2–1 في كلاسيكو ساو باولو على حساب نادي بالميراس. ثم تألق في الثالث من نوفمبر، وسجل ثلاثية جديدة وصنع هدفا لفيليبي أندرسون، ليقود فريقه للفوز بنتيجة 4–0 على كروزيرو.
وقد ساهم في وصول الفريق لنصف نهائي كأس الليبيرنادوريس هذا الموسم، حيث كان هداف البطولة بثمانية أهداف (بالتساوي معلاعب آخر)، واختير ضمن التشكيلة الأفضل في البطولة، كما تُوِّج في نهاية العام 2012 ببجائزة أفضل لاعب في أمريكا الجنوبية مجددا، ليحافظ على الجائزة للسنة الثانية على التوالي، 


بعدما اكتسح التصويت وحطّم الرقم القياسي للجائزة في عدد الأصوات المتحصل عليها، حيث حاز 199 صوتا (نحو ثلثي الأصوات)، بفارق 149 عن باولو غيريرو الثاني، كما اكتسح استفتاء صحيفة «يو إل أو» البرازيلية لأفضل لاعب برازيلي، حيث اختاره نسبة 89% من اللاعبين الذين شملهم الاستفتاء، متقدما على حساب الأسطورة رونالدينيو الذي حلّ ثانيا بنسبة 5%، واختارته أيضاً اللجنة الأولمبية البرازيلية أفضل لاعب برازيلي لذلك العام بعد مساهمته في فضية أولمبياد لندن مع المنتخب الأولمبي.


مع نهاية هذا الموسم كان نيمار قد تفوق على نفسه وحقق أفضل أرقامه التهديفية في موسم واحد، إذ تمكّن من تسجيل 43 هدفاً في 47 مباراة خاضها في كل المسابقات مع النادي، من ضمنها 8 أهداف قارية، ضُمت لـ13 هدفاً دولياً سجله مع منتخب البرازيل جعلته يحتل المركز الثاني برصيد 21 هدفاً في ترتيب هدافي سنة 2012 في تقرير الاتحاد الدولي لتاريخ وإحصاءات كرة القدم في المسابقات القارية والدولية، حيث حلّ مباشرة خلف الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي سجل 25 هدفاً، ومتقدما على حساب البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي سجل 18 هدفا. ليدخل من جديد قائمة الفيفا المرشحة لجائزة الكرة الذهبية، والمكونة من 23 لاعباً هي الأفضل ذلك العام في العالم، وقد حل في المرتبة 13 في الترتيب النهائي للجائزة.


بدأ نيمار رفقة فريقه سانتوس رحلة بطولة باوليستا 2013 الإقليمية (دوري المحترفين على مستوى ولاية ساو باولو البرازيلية) بتسجيله هدفين في المباراة الأولى، التي انتهت بفوز فريقه بنتيجة 3–1 على ساو برناردو يوم 19 يناير 2013. وبعد أربعة أيام، ساهم في فوز فريقه على حساب بوتافوغو بتسجيله هدفاً ضمن ثلاثة أهداف قادت الفريق للفوز باللقاء بنتيجة 3–0. ثم قادهم يوم الثالث من فبراير للفوز على حساب الغريم ساو باولو بنتيجة 3–1، إذ تمكّن من تدوين هدف في تلك المباراة وصنع هدفين.


في يوم 18 مارس 2013، قال نيمار: «أحلم أن ألعب في أوروبا، لنادي كبير مثل برشلونة وريال مدريد وتشيلسي» لكنه قال أيضا: «ليس هناك ما يدعو إلى التكهنات عندما أغادر سانتوس، سأغادر عندما أريد» وفي 13 أبريل سجل جميع الأهداف الأربعة، وسجل هدف آخر لكنه ألغي في المباراة التي قاد فيها فريقه سانتوس للانتصار بنتيجة 4–0 على أونياو باربارنسي في بطولة بوليستا. وقد كشف وكيله ووالده «نيمار الأب» يوم 25 أبريل، أن ابنه كان ينوي الذهاب إلى أوروبا قبل كأس العالم 2014.


لعب نيمار يوم 26 مايو عام 2013 آخر مباراة بقميص نادي سانتوس، الفريق الذي نشأ وبرز وترعرع فيه، وكانت ضد نادي فلامنغو، وقد بكى اللاعب أكثر من مرة خلال اللقاء، إذ لم يتمالك نفسه وبكى بشكل مطول، خاصة عندما قامت إحدى المغنيات بغناء أغنية له تفاعل معها الجمهور وهتفوا له وصرخوا باسمه. وقد حلّ خلال هذه النسخة من بطولة الباوليستا في المركز الثاني في ترتيب هدافي البطولة، برصيد 12 هدفا، بفارق هدف واحد عن هداف المسابقة، وقد كانت تلك آخر مسابقة ينهيها رفقة فريق سانتوس الذي تركه في ذلك الصيف وتوجه لفريق برشلونة الإسباني.