هل يستطيع برشلونة الفوز بدوري أبطال أوروبا هذا الموسم


نادي بَرْشَلُونة لِكُرَةِ القَدَم (بالقطلونية: Futbol Club Barcelona)، وغالبًا ما يعرف اختصارًا باسم بَرْشَلُونة (بالقطلونية: Barcelona) أو كما يسميه مشجعوه بَرْسة (بالقطلونية: Barça)، هو نادي رياضي إسباني محترف، من مدينة برشلونة، يلعب في الدوري الإسباني، وهو أحد ثلاثة أندية لم تهبط إلى الدرجة الثانية، بجانب كل من نادي بلباو الرياضي وغريمه التقليدي ريال مدريد.


تأسس نادي برشلونة لكرة القدم في نوفمبر من عام 1899 على يد مجموعة من اللاعبين من أربع جنسيات سويسرية وإنجليزية وألمانية وإسبانية بقيادة الإسباني ذو الأصول السويسرية خوان غامبر، وقد أصبح النادي رمزًا للثقافة الكاتالونية والقومية القطلونية، ولهذا شعاره "Més que un club" (بالعربية: أكثر من مجرد ناد). النشيد الرسمي لبرشلونة هو «لا أحد قادر على قهرنا» الذي كتب كلماته جاومي بيكاس وجوسيب ماريا اسبيناس ولحنه مانويل فالس. على عكس العديد من أندية كرة القدم الأخرى، فإن الأنصار يمتلكون ويديرون برشلونة. وهو من أغنى أندية كرة القدم من حيث الإيرادات، إذ بلغت مجموع إيراداته لموسم 2014-15 مبلغ 560.8 مليون يورو. يحمل النادي منافسة طويلة الأمد مع ريال مدريد، وتسمى مبارياتهم بالمباريات التقليدية، أو «الكلاسيكو».


برشلونة أحد أكثر الأندية نجاحًا في تاريخ كرة القدم الإسبانية من حيث عدد البطولات المحلية، فقد فاز بسبعة وعشرين لقب دوري، وبرقم قياسي في كأس إسبانيا بواحدٍ وثلاثين لقبًا، وأربعة عشر لقبًا في كأس السوبر الإسباني واثنين في كأس الدوري. وهو أيضا من أنجح الأندية في تاريخ كرة القدم الأوروبية على صعيد البطولات الأوروبية إذ حقق 17 لقبًا قاريًا أوروبيا بفوزه ببطولة دوري أبطال أوروبا خمس مرات، و4 مرات بكأس الاتحاد الأوروبي للأندية أبطال الكؤوس، و5 مرات بكأس السوبر الأوروبي، إضافة لحصوله على بطولة كأس العالم للأندية ثلاث مرات. وهو النادي الأوروبي الوحيد الذي لعب كرة القدم القارية في كل موسم منذ عام 1955. في عام 2009، أصبح برشلونة أول نادٍ في إسبانيا يفوز بثلاثية الدوري، كأس ملك إسبانيا، ودوري الأبطال، وفي نفس العام، بات أيضا أول نادي كرة قدم يفوز بستة من أصل ست بطولات في عام واحد، ليكتمل الإنجاز بالسداسية، التي تشمل الثلاثية المذكورة بالإضافة إلى كأس السوبر الإسباني وكأس السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية. وهو أول نادٍ في إسبانيا يحقق ثلاثية الدوري والكأس ودوري أبطال أوروبا في نفس العام مرتين في 2009 و2015.


يبلغ عدد أعضاء النادي 180 ألف عضو، ويحظى النادي بقاعدة جماهيرية كبيرة في شتى أنحاء العالم وتعد صفحات النادي الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي الأعلى من حيث المتابعة والإعجاب مقارنة بباقي الأندية العالمية الأخرى. يمارس النادي عدة أنشطة رياضية أخرى غير كرة القدم مثل كرة السلة وكرة اليد وهوكي الجليد وكرة الطائرة وغيرها وإنجازات النادي في تلك الرياضات لا تقل تميزًا عن إنجازات فريق كرة القدم.


في 22 أكتوبر من عام 1899، وضع السويسري خوان غامبر إعلانا في لوس ديبورتس معلنا رغبته في تكوين نادي كرة قدم؛ فاستجاب عدد من اللاعبين القدامى لإعلانه، وعقدوا اجتماعًا في جيمناسيو سولي في 29 نوفمبر من نفس العام، بحضور أحد عشر لاعبا من جنسيات متعددة منحت النادي هوية متعددة الثقافات هم: الإنجليز جون بارسونز وويليام بارسونز، السويسريّان والتر وايلد (أول رئيس للنادي) وأوتو كونزل، الألماني أوتو ماير، والإسباني لويس دوسو، بارتيمو تيراداس، إنريك دوكال، بير كابوت، كارليس بجول وجوزيب لوبيت، الذين وضعوا حجر الأساس للنادي، وهكذا ولد نادي برشلونة لكرة القدم.


السويسري والتر وايلد أول زئيس لنادي برشلونة.
اختير السويسري والتر وايلد لرئاسة النادي كأول رئيس، كانت بداية برشلونة ناجحة في الكؤوس المحلية والوطنية، إذ شارك في بطولة كاتالونيا وكأس ملك إسبانيا. في عام 1902، فاز النادي بأول ألقابه، وهو كأس ماكايا، وشارك في أولى دورات كأس ملك إسبانيا، وخسر بنتيجة 1-2 أمام نادي بزكايا في المباراة النهائية.، في العقد الأول للنادي لعب فريق كرة القدم في ملاعب وساحات عامة؛ في الفترة 1899-1900 لعب في حديقة فندق بونانوفا وخلال عامي 1900-1901 لعب في حديقة فندق كازونوفاس وانتقل للعب بين عامي 1901-1905 إلى ساحة كاريتيرا ثم ساحة مونتانير بين عامي 1905-1909؛ وكان زي الفريق مكونا من فانيله من اللونين الكحلي والأحمر وسروال أبيض طويل، أول مباراة في تاريخ النادي كانت في 9 ديسمبر 1899 في ساحة فندق بونانوفا وكانت مباراة ودية أمام فريق من الهواة الإنجليز ضم عددا من لاعبي برشلونة وكانت عشرة لاعبين ضد عشرة خسرها برشلونة 0/ 1 أما أول مباراة رسمية فكانت في بطولة كأس ملك إسبانيا وشاءت الصدف أن تكون أمام ريال مدريد بتاريخ 13 مايو 1902 وفاز حينها برشلونة 3-1، تولى خوان غامبر مؤسس برشلونة رئاسة النادي لأول مرة في عام 1908، وكان النادي آنذاك واقعًا في ضائقة مالية بعد أن فشل في تحقيق أي بطولة جديدة منذ أن فاز ببطولة كاتالونيا عام 1905، وكان أهم إنجاز حققه في تلك الفترة هو تأمين ملعب خاص بالنادي، الأمر الذي جعله يحقق دخلاً مستقرًا لأول مرة في تاريخه.


يوم 14 مارس 1909، انتقل الفريق إلى ملعب كامب ديل لا إندوستريا وهو ملعب كبير يتسع لستة آلاف شخص وكان أول ملعب مضاء في إسبانيا، وخلال الفترة الممتدة من عام 1910 إلى عام 1914 شارك برشلونة في بطولة كأس برانس، التي كانت تضم أفضل فرق مقاطعات لانغيدوك، ميدي، أكيتين (جنوب فرنسا)، بلاد الباسك، وكاتالونيا، وكانت تلك البطولة تعتبر آنذاك أفضل المسابقات المفتوحة. خلال الفترة نفسها، غير النادي لغته الرسمية من القشتالية إلى القطلونية وأخذت شعبيته تتزايد تدريجيًا إلى أن أصبح رمزًا مهماً في الهوية الكاتالونية، ويتضح ذلك جليًا من خلال الأنصار، إذ أن كثيرًا منهم، أقدموا على تشجيع النادي كونه كان ناديًا كتالونيًا يمثلهم ويمثل قوميتهم، ولم يكن تشجيعهم له بسبب طريقة اللعب المميزة على الإطلاق.


تشكيلة الفريق في عام 1903.
كان الفريق خلال فترة كامب ديل لا إندوستريا 1909-1922 في أوج عطائه وازدهاره وتمكن بفضل عدد من اللاعبين أبرزهم باولينو ألكانتارا صاحب 369 هدف بقميص النادي، الفوز بثمانية ألقاب في بطولة دوري كاتالونيا، وخمسة في بطولة كأس ملك إسبانيا، وأربعة في بطولة كأس برانس، فاعتبرت تلك المرحلة بمثابة «عصر ذهبي» للنادي.


عام 1912 عُيِّن لاعب الفريق الإنجليزي بيلي لامبي أول مدرب بأجر للفريق في عهد خوان غامبر خلال فترة رئاستة الثانية، وكان من إنجازات غامبر (تولى رئاسة النادي في خمس مناسبات منفصلة بين عاميّ 1908 و1925) أيضًا زيادته عدد أعضاء النادي، الأمر الذي كان له عدّة آثار إيجابية، فقد أطلق حملة لتعيين المزيد من الأعضاء، وبحلول عام 1922 تمكن النادي من اجتذاب أكثر من 20,000 عضو، فأصبح بإمكانه شراء ملعب جديد، وسرعان ما تم ذلك، إذ اشترى ملعب ليس كورتس، الذي افتتح في العام نفسه، ونُقل المقر الرئيسي إليه، وكان ملعب ليس كورتس يتسع لاثنين وعشرين ألف متفرج، وقد وُسِّع فيما بعد حتى وصلت قدرته الاستيعابية إلى 60,000 متفرج.


مع امتلاك ملعب كامب ديل لا إندوستريا في العام 1922 ونقل إدارة النادي إليه، دخل النادي في حقبة زمنية جديدة، تزامنت مع حالة القمع والاضطراب التي عانى منها أبناء إقليم كتالونيا والنادي على حد سواء من قبل الحكومة المركزية في مدريد فخلال العام 1925 أُجبِر رئيس النادي حينها ومؤسسه خوان غامبر (الذي مات منتحراً عام 1930) ومجلس الإدارة على الاستقالة بقرار من الجنرال ميغيل بريمو دي ريفيرا بعهد الملك ألفونسو الثالث عشر وأغلق ملعب ليس كورتس مدة ستة أشهر. ورغم ذلك استطاع النادي بفضل بعض لاعبي الفريق أمثال جوسيب ساميتيير وساغيباربا وفرانز بلاتكو وزامورا وغيرهم، تحقيقَ النجاح والتميز في الأداء لهذا الفريق، إذ استطاعوا الفوز بأول بطولة دوري أسباني، وكان ذلك عام 1929.


خلال عقد الثلاثينيات من القرن العشرين دخل النادي في فترة من أصعب فتراته نتيجة عدم الاستقرار السياسي في البلاد وهو ما نجم عنه مشاكل مادية واجتماعية للنادي أدت إلى تقلص عدد أعضاء النادي وغياب النجاح إذ لم يتمكن النادي من تحقيق أية بطولة رسمية إسبانية خلال ذلك العقد سواء بطولة الدوري الإسباني أو الكأس ودخل النادي في أزمة وجود بعد أن تغلبت السياسة على الرياضة وتعرض أبناء إقليم كتالونيا لشتى أنواع العذاب في أوائل عهد الجنرال فرانكو حليف موسوليني خلال الحرب الأهلية.


في العام 1936 قبض أتباع فرانكو على رئيس النادي جوسب سونال وأعدموه. وفي العام 1938 قُصف مقر النادي من قبل الطيران الفاشي وبذات العام وبدعم من الجنرال فرانكو احتل الفاشيون مقر النادي ونهبوا محتوياته وتقلص عدد أعضاء النادي إلى 3486 عضو فقط، نتيجة الحرب الأهلية توقفت بطولة الدوري بين عامي 1936- 1939 وخلال هذه الفترة كانت إدارة النادي مكونه من لجنة تضم خمسة من موظفي النادي، عام 1940 توقفت بطولة دوري كاتالونيا بقرار فرانكو، في أوائل عقد الأربعينيات من القرن العشرين عُيِّن انريكي بينيرو الموالي لنظام فرانكو رئيسا للنادي وقد عمل خلال فترة رئاسته على منع النشيد الكاتالوني وقلّص عدد الخطوط الحمراء والصفراء التي ترمز إلى الهوية الكاتالونية في شعار النادي واستخدم اسم النادي باللغة الإسبانية بدل من الاسم الأصلي باللغة الكاتالونية.


في أواسط عقد الأربعينيات من القرن العشرين بدأ النادي يتعافى من مشاكله التي كادت أن تؤدي لحله، واستطاع الفوز ببطولة الدوري الإسباني لأول مرة منذ 16 عامًا تحديدًا في العام 1945، وذلك بفضل لاعبين أمثال سيزار الفاريز وماريانو مارتن وفيلساكو. وفي ذلك الوقت كانت الأوضاع السياسية في البلاد تتجه إلى الهدوء بعد انهيار النظم الفاشية التي كانت تدعم نظام فرانكو في إسبانيا، فأدى ذلك إلى تحسن مستوى لعب النادي وازداد عدد الأعضاء إلى 23893 عضو مما جعل مشاكل النادي المادية تتلاشى شيئًا فشيئًا، كما وقّع اللاعب كوبالا عقدا مع النادي عام 1951.


كان قدوم كوبالا فألًا حسنًا على النادي، فقد استطاع الفريق الفوز بكل بطولة لعبها تقريباً في السنوات الأولى من قدومه (بطولة الدوري مرتين والكأس 3 مرات). حيث قاد المدرب فرديناند داوتشيك بالإضافة إلى لاديسلاو كوبالا الفريق إلى خمسة ألقاب مختلفة بما في ذلك الدوري موسم 1951–52 وكأس القائد العام وكأس لاتينا وكأس إيفا دوارتي وكأس مارتيني روسي في عام 1952. وفي عام 1953، فاز النادي بالدوري الإسباني وكأس القائد العام مرة أخرى.


في عام 1953 اتفق النادي الكاتلوني مع اللاعب الأرجنتيني ألفريدو دي ستيفانو للانضمام إلى التشكيلة، لكن ونظرًا لحالة التضيق على الأقليات التي فرضها نظام فرانشيسكو فرانكو، فقد غُيرت قوانين الاتحاد الإسباني لإفشال تلك الصفقة واجتذاب دي ستيفانو إلى صفوف ريال مدريد وهو ما تم فعلا. شهدت الفترة الممتدة من عام 1945 حتى عام 1957 والبالغة 12 عامًا فوز النادي في اثنى عشر لقب محلي: 5 ألقاب بطولة الدوري، 4 ألقاب كأس، وظفر الفريق في ثلاث مناسبات ببطولة كأس إيفا دوارتي، التي كانت تجمع بطل الدوري مع بطل الكأس على غرار بطولة كأس السوبر الأسباني حاليًا، في كل من أعوام 1948 و1952 و1953، إضافة إلى بطولة الكأس اللاتيني عاميّ 1949 و1952، وحقق بطولة كأس العالم المصغرة للأندية عام 1957، واعتبرت هذه الفترة إحدى الفترات الذهبية كرويًا في تاريخ النادي، الانتعاش على صعيد النتائج والألقاب تزامن معه انتعاش اقتصادي ساهم في تمكن النادي البدء ببناء ملعب جديد كامب نو نتيجة الحاجة لملعب ذي سعة استيعابية أكبر من ليس كورتس، رغم النجاحات التي تحققت خلال هذه الفترة الممتدة من عام 1945 إلى عام 1957 إلا أنها كانت فترة حرجة وحساسة جدًا في ذات الوقت، فقد كاد التضييق الذي مارسه نظام فرانسيسكو فرانكو على النادي أن يوقف مسيرته، لكن النادي الكاتلوني استطاع الحفاظ على كيانه الرياضي، والخروج سليمًا من تلك المرحلة الصعبة.


في عام 1957 افتتح ملعب النادي الجديد حاملا اسم «الكامب نو»، والذي يعتبر من أكبر ملاعب كرة القدم في العالم، إذ يتسع لأكثر من 90 ألف متفرج. لم يُمثِّل افتتاح ملعب كامب نو فالًا حسنًا للفريق الكاتلوني، فقد شهدت الفترة الممتدة من عام 1958 وحتى عام 1978 غياب النادي عن منصات التتويج المحلية إلا ما ندر، بالرغم من امتلاكه للاعبين مميزين أمثال لويس سواريز ميرامونتيس وغيره، وبالرغم من وضعه المالي المريح، إذ لم يحصل النادي طيلة تلك الفترة البالغة 20 عامًا إلا على 5 بطولات كأس إسبانيا رغم هيمنته على تلك البطولة سابقًا إضافة إلى لقب الدوري الإسباني 3 مرات فقط.


هذا السبات المحلي رافقته نتائج جيدة إلى حد ما على المستوى الأوروبي، إذ حقق الفريق لقب كأس المعارض الأوروبية في أول نسختين على التوالي في عاميّ 1958 و1960، ووصل إلى النهائي الثالث بذات البطولة لكنه خسر من مواطنه نادي فالنسيا قبل أن يحققها للمرة الثالثة في تاريخه عام 1966، كما وصل إلى المباراة النهائية في دوري أبطال أوروبا بمسماها القديم: «كأس الأندية الأوروبية البطلة»، في نسختها السادسة عام 1961، حيث خسر المباراة النهائية لصالح نادي بنفيكا البرتغالي بنتيجة 3-2، وإلى المباراة النهائية لبطولة كأس الاتحاد الأوروبي للأندية أبطال الكؤوس عام 1969 وخسر المباراة النهائية أمام نادي سلوفان براتيسلافا التشيكي بنتيجة 2-3.


في عام 1973، وقع اللاعب الهولندي يوهان كرويف عقدًا مع النادي الإسباني، وسرعان ما أصبح محبوب الجماهير بفضل أسلوب لعبه المثير والسريع والذكي، حتى أن قيمة عقده التي بلغت حوالي 922 ألف جنيه إسترليني (الأعلى في ذلك الوقت) لم تساو شيئا في أعين مسؤولي النادي ومشجعيه وخاصة بعد الانتصار على ريال مدريد في معقله بخمسة أهداف دون مقابل والظفر بلقب الدوري الإسباني ذاك العام، فابتهجت جماهير النادي ابتهاجًا عظيمًا لا سيما وأن ذلك اللقب بقي غائبًا عن خزائن النادي مدة 14 عاما، ونتيجة لهذا وصل عدد الأعضاء المنتمين إلى النادي إلى 70 ألف عضو في العام التالي.


رغم تألق برشلونة في عام 1973 وفوزه على ريال مدريد في ملعب سانتياغو برنابيو بنتيجة 5-0 بنفس العام، إلا أن الوصول لمنصات التتويج غاب عنه الفريق مدة 5 أعوام وتحديدًا حتى سنة 1978، عندما فاز مجددًا بلقب كأس إسبانيا. بهذا يكون الفريق قد حصد خلال الفترة الممتدة 21 عامًا: 8 ألقاب محلية و3 ألقاب أوروبية. وبالرغم من شح الألقاب في تلك الفترة إلا أن القبول الاجتماعي للنادي في كاتلونيا بدأ يزداد كما ازداد المردود المادي له.


وصل خوسيه لويس نونيز لسدة رئاسة النادي الكاتلوني في عام 1978، بعد انتخابه من قبل الأعضاء، خلال فترة تزامنت مع انتقال إسبانيا إلى طور الحكم الديمقراطي عام 1974، بعد نهاية العهد الديكتاتوري لفرانسيسكو فرانكو. كان هدف نونييز الرئيسي هو تطوير برشلونة إلى ناد عالمي المستوى، وذلك عبر منحه الاستقرار داخل الملعب وخارجه. افتتح نونيز في بداية عهده كليّة «لا ماسيا»، وهي أكاديمية برشلونة للشباب، وذلك يوم 20 أكتوبر عام 1979.


امتدت فترة رئاسة نونيز 22 عامًا، وأثرت تأثيرًا عميقا في صورة برشلونة، فأصبحت سياسات النادي فيما يتعلق بالأجور والانضباط أكثر صرامة، ويتجلّى ذلك بوضوح عندما ترك نونيز لاعبين أمثال دييجو مارادونا، وروماريو، ورونالدو يفلتون من يده، بدلاً من أن يُدخلهم ضمن التشكيلة مقابل ما طلبوه من أجرة.


فاز النادي بأول لقب في بطولة كأس الاتحاد الأوروبي للأندية أبطال الكؤوس في 16 مايو 1979، بفوزه على فورتونا دوسيلدورف 4-3 في بازل في النهائي الذي شاهده أكثر من 30.000 من مشجعي البلوغرانا المسافرين، وكان هذا أول لقب أوروبي يحققه الفريق بعهد نونيز. وبعد ثلاثة أعوام ظفر الفريق مجددًا بكأس الاتحاد الأوروبي للأندية أبطال الكؤوس أمام نادي ستاندارد لييج البلجيكي في ملعب كامب نو أمام 110 ألف مشجع من أنصار النادي.


في يونيو 1982 تم شراء مارادونا بمبلغ قياسي عالمي آنذاك بلغ 5 ملايين جنيه إسترليني، من فريق بوكا جونيورز. في الموسم التالي، وتحت قيادة المدرب مينوتي، فاز برشلونة بكأس إسبانيا، بعد أن هزم ريال مدريد في المبارة النهائية. كانت فترة مارادونا في برشلونة قصيرة جدًا؛ وسرعان ما انتقل لنابولي. في بداية موسم 1984-1985 عُين تيري فينابلز مدربا، وفاز بالدوري الإسباني في عرض ملحوظ من جانب لاعب الوسط الألماني بيرند شوستر. في الموسم التالي قاد فينابلز الفريق إلى ثاني نهائي كأس أوروبا، إلا أنه خسر بركلات الترجيح أمام ستيوا بوخارست خلال الأمسية الكبيرة في مدينة إشبيلية.


بعد بطولة كأس العالم لعام 1986، تعاقد النادي مع الهداف الإنجليزي غاري لينيكر بالإضافة إلى حارس المرمى أندوني زوبيزاريتا، لكن الفريق لم يستطع أن يحقق أي نجاح خلال هذه الفترة، فأقيل فينابلز في بداية موسم 1987-1988 وأُبدِل بلويس أراغونيس. ثار اللاعبون ضد الرئيس نونيز في حدث أصبح يعرف باسم «ثورة هيسبيريا»، لكن ذلك الحدث لم يؤثر على أداء اللاعبين واستطاع الفريق الفوز ببطولة كأس إسبانيا على حساب ريال سوسييداد في المباراة النهائية بنهاية موسم 87-88.


في بداية موسم 1988–89، عاد يوهان كرويف إلى النادي مدربًا وكوّن ما يسمى بفريق الأحلام (دريم تيم)، فجعله مكونًا من مزيج من اللاعبين الإسبان مثل جوسيب غوارديولا، خوسيه ماري باكيرو، وتكسيكي بيغريستين، والنجوم العالميين الذين تعاقد النادي معهم مثل رونالد كومان، مايكل لاودروب، روماريو، وخريستو ستويتشكوف واعتمد أسلوب تيكي تاكا. في ظل قيادته، فاز برشلونة بالدوري الإسباني أربع مرات متتالية من عام 1991 إلى عام 1994


تغلب النادي على سامبدوريا في نهائي كأس الاتحاد الأوروبي للأندية أبطال الكؤوس سنة 1989 وكأس أوروبا لعام 1992 على ويمبلي. وفاز أيضًا بكأس ملك إسبانيا في عام 1990، وكأس السوبر الأوروبي في عام 1992، وبثلاث بطولات في كأس السوبر الإسباني. لتبلغ حصيلة النادي بقيادتة 11 بطولة، وليصبح كرويف أحد أنجح المدربين في تاريخ النادي. وأصبح أيضا أطول من درب النادي على التوالي، لمدة 8 سنوات. تغير حظ كرويف في آخر موسمين له مع الفريق، عندما أخفق في الفوز بأي لقب، وأدّى خلافه مع الرئيس نونيز إلى رحيله عن النادي.


بعد فترة قصيرة من رحيل كرويف، حل بوبي روبسون بدلاً منه، الذي تولى مسؤولية النادي لموسم واحد في 1996-1997، وقد ضمّ رونالدو من آيندهوفن وفاز بثلاثة كؤوس: كأس ملك إسبانيا، كأس أبطال الكؤوس، وكأس السوبر الإسباني. على الرغم من نجاحه، فإن تعيين روبسون كان بمثابة حل قصير الأمد ريثما يُصبح بالإمكان تعيين لويس فان غال.


كما كان حال مارادونا، استمر رونالدو مع النادي لفترة قصيرة فقط، قبل أن يغادر إلى إنتر ميلان. ومع ذلك، ظهر أبطال جدد مثل لويس فيغو، باتريك كلايفرت، لويس إنريكي والبرازيلي ريفالدو واستطاع الفريق أن يحقق الثنائية: الدوري الإسباني والكأس في عام 1998. في عام 1999 احتفل النادي 'بالذكرى المئوية'، بالظفر بلقب الدوري الإسباني. أصبح ريفالدو رابع لاعب من برشلونة يحصل على جائزة أفضل لاعب أوروبي. رغم هذا النجاح المحلي، إلا أن الإخفاق في منافسة ريال مدريد في دوري ابطال أوروبا أدى إلى استقالة فان خال ونونيز في عام 2000.


في عام 2000 انتُخب خوان جاسبارت خلفا لخوسيه لويس نونيز، وكان النادي آنذاك قد أصبح في وضع يُرثى له، وخاصة بعد انتقال النجم البرتغالي لويس فيغو إلى ريال مدريد الغريم التقليدي لنادي برشلونة في اليوم التالي للانتخابات. بالرغم من إخفاق الإدارة الجديدة السريع فإنها زادت الطين بلة بسياساتها غير الحكيمة، فقد تسببت مصروفات خوان جاسبارت بمشاكل مادية ضخمة، إذ جُلِب العديد من المدربين ومع كل مدرب مجموعة من اللاعبين فتجمع للنادي لاعبون موهوبون مميزون خلال فترة 3 سنوات لكن قليلاً منهم أتيحت له الفرصة للعب مع الفريق وبقي معه.


غياب الفريق عن أي لقب محلي أو أوروبي والأداء السيئ للاعبي الفريق وارتفاع ديون النادي لتصل لحوالي 150 مليون يورو، أدت كلها إلى ضغوط اجتماعية غير محتملة على إدارة النادي الأمر الذي أجبرها على الاستقالة. رغم امتلاك برشلونة في تلك السنوات القاحلة على صعيد الألقاب لاعبين مميزين أمثال ريفالدو ومارك أوفرمارس الذي كان حينها الصفقة الأغلى بتاريخ النادي، وباتريك كلايفرت وآخرين، إلا أن التخبط الإداري وما رافقه من تخبط في نتائج وأداء الفريق عزز الخلافات والعداوات الشخصية من قبل بعض المدربين، وخصوصا الهولندي لويس فان غال الذي عاد مجددًا لتدريب برشلونة، تجاه ريفالدو الذي توج من قبل بجائزة الكرة الذهبية ولاعبين آخرين.


قامت انتخابات في النادي فاز على إثرها خوان لابورتا، وما أن تولّى الرئاسة حتى جلب النجم البرازيلي رونالدينيو من نادي باريس سان جيرمان الفرنسي، بعد تنافس مع نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي للحصول على النجم البرازيلي، بصفقة بلغت قيمتها 30 مليون يورو. وتم التعاقد مع مدرب المنتخب الهولندي -سابقًا- فرانك ريكارد كمدرب للنادي وأدى ذلك لتحسين أداء النادي بشكل ملحوظ، كما وُضعت خطط اقتصادية للنهوض به، وبيع أغلب لاعبيه. في موسم 2003–2004 حل الفريق في المركز الثاني بعد أن قضى نصف مدة الموسم في قعر ترتيب الدوري العام، وفي الموسم التالي ومع استقدام كل من المهاجم الكميروني صامويل إيتو والبرتغالي ديكو ومع التألق غير العادي للنجم البرازيلي رونالدينيو، تصدر البارسا الدوري الإسباني من بداياته ونال لقب البطولة عن جدارة، ليرفع النادي عدد مرات حصوله عليه لسبع عشرة مرة. وليعتلي مجددًا منصات التتويج بعد غياب دام ست سنوات بلا ألقاب. حصل الفريق بعد ذلك على لقب الدوري الإسباني مرة أخرى في موسم 2005–2006 للمرة الثامنة عشرة في تاريخه والثانية في عهد المدرب فرانك رايكارد، وفي ذات الموسم حقق برشلونة لقبًا طال انتظاره، وهو كأس دوري أبطال أوروبا للمرة الثانية في تاريخه.


في أوائل موسم 2006–2007 فشل الفريق في تحقيق بطولة كأس السوبر الأوروبي، إذ خسر المباراة النهائية أمام مواطنه نادي إشبيلية، لكنه عوض ذلك الإخفاق بعدها بأيام عندما حقق لقب كأس السوبر الإسباني للمرة السابعة بتاريخه والثانية على التوالي بعهد فرانك رايكارد. في أواخر عام 2006 شارك النادي في بطولة كأس العالم لأندية كرة القدم، وأخفق بتحقيق البطولة عندما خسر في المباراة النهائية أمام نادي إنترناسيونال البرازيلي بهدف، كما فشل الفريق خلال موسم 2006-2007 في الحفاظ على لقبه الأوروبي فخرج أمام نادي ليفربول في الدور ثمن النهائي من البطولة وفشل الفريق كذلك في الاحتفاظ بلقب الدوري الإسباني بعد أن تعادل مع فريق ريال مدريد بعدد النقاط لكن نادي الريال توج بالبطولة لتفوقه على برشلونة في المواجهات المباشرة.


في موسم 2007–08 تراجعت نتائج الفريق كثيرًا، فخرج أمام نادي فالنسيا في بطولة كأس إسبانيا في الدور نصف النهائي، وخرج كذلك من بطولة دوري أبطال أوروبا أمام نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي بالدور نصف النهائي، وكانت نتائج الفريق في الدوري الإسباني كارثية، وتعالت الأصوات بضرورة إقالة فرانك ريكارد من تدريب الفريق نظرًا لنتائج الفريق المخيبة في موسم 2007-2008، وهو ما حدث فعلًا في صيف العام 2008 وعُيِّن لاعب النادي الأسبق جوسيب غوارديولا خلفًا له وبيع في صيف ذات العام رونالدينيو إلى نادي إيه سي ميلان ليسدل الستار عن فترة كان عنوانَها الأبرز رايكارد ورونالدينيو، ولتبدأ فترة أكثر إشراقًا بقيادة المدرب بيب غوارديولا. إداريًا شهدت ذات الفترة صيف العام 2008 حملة لحجب الثقة قادها كل من ساندرو روسيل وأريول جيرالت، تجاه رئيس النادي خوان لابورتا، ورغم صعوبة وضع لابورتا وشراسة الحملة التي شنها روسيل عليه، إلا أن لابورتا خرج منتصرًا ليكمل فترة رئاسته بالكامل وليستمر عامين آخرين كرئيس للنادي الكاتلوني.


مع تبوأ بيب غوارديولا دفة الإدارة الفنية لبرشلونة تغيرت أمور كثيرة في الفريق سواء بانضباط اللاعبين أو بأدائهم داخل الملعب. خلال عامه الأول مع برشلونة حقق غوارديولا ما لم يحققه أي مدرب في العالم، ففي تاريخ 2 مايو عام 2009، خاض برشلونة مباراة الكلاسيكو مع غريمه التقليدي ريال مدريد في معقل الأخير، ملعب سانتياغو برنابيو، وحقق برشلونة حينها انتصارًا مدويًا، ففاز بنتيجة 6-2. ضمنت تلك النتيجة إلى حد كبير فوز برشلونة بلقب الليغا، وبعدها بأسبوعين التقى برشلونة مع أتلتيك بلباو في نهائي كأس إسبانيا، وحقق برشلونة اللقب الذي كان غائبا عن خزائنه مدة 13 عامًا، وفي أواخر ذات الشهر حقق برشلونة لقب دوري أبطال أوروبا على حساب نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي، وليكون ذلك اللقب الثالث للنادي بتلك البطولة.


في شهر أغسطس من ذلك العام ظفر برشلونة ببطولتي كأس السوبر الإسباني على حساب أتلتيك بلباو للمرة الثامنة بتاريخه وبطولة كأس السوبر الأوروبي على حساب نادي شاختار دونستيك الأوكراني، وفي أواخر العام ذاته شارك النادي كممثل لقارة أوروبا في بطولة كأس العالم لأندية كرة القدم محققًا لقبها لأول مرة في تاريخه بعد انتصاره في المباراة النهائية على نادي إستوديانتيس دو لا بلاتا الأرجنتيني في نهائي مثير امتد لشوطين إضافيين، ليسدل الفريق الستار عن ذلك العام الاستثنائي بإنجاز غير مسبوق، بلغ 6 ألقاب بعام واحد، ويعرف باسم السداسية التاريخية. من أهم النجوم خلال ذلك العام: ليونيل ميسي، تشافي هيرنانديز، أندريس إنيستا.


رغم أن الغلة خلال عام 2010 لم تكن كسابقتها إلا أن الإبداع والأداء الراقي ظل مستمرًا. أبرز ما حدث في ذلك العام من انجازات كان الظفر ببطولة الليغا للمرة العشرين بتاريخ النادي، وكأس السوبر الإسباني للمرة التاسعة، وخروج برشلونة من دوري أبطال أوروبا أمام إنتر ميلان الإيطالي من الدور نصف النهائي، وخرج كذلك مبكرًا من كأس الملك أمام نادي إشبيلية. أما على صعيد الانتقالات، فقد غادر خلال صيف ذلك العام الفرنسي تيري هنري، وسبقه في الرحيل الكميروني صامويل ايتو في صفقة مبادلة مع نادي الانتر الإيطالي أتى بموجبها اللاعب السويدي إبراهيموفيتش في صفقة تعد الأكبر بتاريخ النادي. لم يمكث ابراهيموفيتش سوى عام واحد أعير بعده إلى لنادي ميلان الإيطالي، وضُم المهاجم الإسباني دافيد فيا من نادي فالنسيا خلال صيف عام 2010.


إداريًا فقد جرت انتخابات رئاسة للنادي، وصل على أثرها ساندرو روسيل لرئاسة النادي خلفًا للمحامي خوان لابورتا. في افتتاحية موسم 2010-2011 حقق النادي لقب كأس السوبر الإسباني للمرة التاسعة في تاريخه، وشهد ذات الموسم صراعًا محتدمًا بين برشلونة وغريمه ريال مدريد، ولم يقتصر هذا الصراع على بطولة الليغا، التي حافظ عليها الفريق للمرة الثالثة على التوالي والحادية والعشرين في تاريخ النادي، إذ امتد الصراع ليشمل بطولتي كأس الملك ودوري أبطال أوروبا.


وصل برشلونة المباراة النهائية ببطولة كأس إسبانيا ليلتقي الريال الذي استطاع خطف هدف الفوز بالوقت الإضافي الأول، وبعد تلك المباراة بأقل من أسبوع التقى برشلونة مجددًا مع ريال مدريد في الدور نصف النهائي لبطولة دوري أبطال أوروبا واستطاع برشلونة الإطاحة بريال مدريد والوصول للمباراة النهائية بتلك البطولة، والتي جمعت برشلونة مع نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي، على ملعب ويمبلي في العاصمة البريطانية لندن، انتصر على إثرها فريق المدرب بيب غوارديولا بنتيجة 3-1 بعد أداء خيالي لنجوم الفريق في المباراة النهائية، محققين اللقب الرابع للكتلان بتلك البطولة، ومحققين أيضًا رقما قياسيا في عدد مرات الوصول لمبارة نهائية في إطار بطولات الأندية الأوروبية.


لم تتوقف إنجازات النادي خلال عام 2011 عند ذلك، ففي مستهل الموسم الكروي 2011- 2012 وتحديدًا في منتصف شهر أغسطس، فاز النادي بكأس السوبر الإسباني عندما تفوق على غريمة التقليدي فريق ريال مدريد، ولم يمض أسبوع بعد تحقيق لقب تلك البطولة حتى حقق النادي كأس السوبر الأوروبي على حساب نادي بورتو البرتغالي، لتزداد غلة النادي من الألقاب ويصبح جوسيب غوارديولا أنجح مدرب في تاريخ النادي من حيث عدد الألقاب، وفي أواخر عام 2011 شارك النادي ببطولة كأس العالم للأندية في اليابان وتمكن من الظفر بلقب تلك البطولة بعد تفوقة في المباراة النهائية على فريق سانتوس البرازيلي بنتيجة 4–0 محققًا اللقب للمرة الثانية في تاريخه.


الانتكاسة
شهد موسم 2011–12 نهاية سلسلة انتصارات برشلونة، إذ لم يتمكن النادي من الحفاظ على ألقابة المحليَّة والأوروبيَّة باستثناء كأس ملك إسبانيا. فخلال الدوري نصف النهائي في دوري أبطال أوروبا، خرج الفريق أمام نادي تشيلسي بعدها أعلن جوسيب غوارديولا أنه سيستقيل من منصبه بتاريخ 30 يونيو، وأنَّ مساعده تيتو فيلانوفا سيخلفه. أنهى جوسيب غوارديولا عقده مع برشلونة باحتلال المركز الثاني في الدوري الإسباني والفوز بنهائي كأس إسبانيا، رافعاً بذلك عدد الألقاب التي حصدها مع برشلونة إلى 14 لقبا.


استهل فيلانوفا مشواره مع الفريق بخسارة كأس السوبر الإسباني أوائل موسم 2012–13، والخروج من بطولة الكأس، وصل أبناء المدرب فيلانوفا لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا وتعرضوا لانتكاسه جديدة بعد الخسارة أمام فريق بايرن ميونخ الألماني بمباراتي الذهاب والإياب بمجموع 0–7، لكن في نهاية الموسم حقق النادي لقب الدوري الإسباني للمرة 22 في تاريخه برصيد 100 نقطة، وأعلن فيلانوفا استقالته من منصبه للتفرغ للعلاج من مرض السرطان (توفي ربيع العام 2014).


تم التعاقد خلال فترة التعاقدات الصيفية مع اللاعب البرازيلي نيمار دا سيلفا بعد شرائة من نادي سانتوس البرازيلي بصفقة أثارت حولها الشبهات قدرت قيمتها 100 مليون يورو، وأعلن النادي عن تعاقده مع المدرب الأرجنتيني جيراردو مارتينو لتدريب الفريق لموسم 2013-14. في بداية عام 2014 أعلن رئيس النادي ساندرو روسيل تنحيه عن منصبه بسبب شبهات في صفقة نيمار وتسلم نائبه جوسيب بارتوميو رئاسة النادي. انتهى موسم 2013–14 دون أي نجاح، فخسر النادي نهائي الكأس وخرج من الدور ربع النهائي في دوري أبطال أوروبا أمام أتلتيكو مدريد وحصل على المركز الثاني في الدوري الإسباني، واكتفى ببطولة السوبر المحلي بداية الموسم، كما استقال المدرب مارتينو من منصبه.


عين النادي لاعب الفريق السابق لويس إنريكي مدربًا للفريق لموسم 2014–15، ثم تعاقد النادي مع المهاجم الأوروغواياني لويس سواريز بمبلغ 75 مليون جنيه إسترليني قادماً من ليفربول الإنجليزي. كانت بداية مشوار النادي في الدوري الإسباني متذبذبة، إذ فقد الفريق صدارة الترتيب في منتصف مرحلة الذهاب، وتوترت علاقة نجم الفريق الأول ليونيل ميسي والمدرب لويس إنريكي في حدث كاد أن يعصف بطموحات الفريق لكن سرعان ما احتواه بعض اللاعبين. عاد الفريق مجدداً لتصدر الدوري الإسباني في منتصف مرحلة الإياب وحافظ على صدارته محققًا بذلك اللقب 23 في تاريخ الفريق والسابع لهم خلال السنوات العشرة الأخيرة. ووفي منافسة كأس ملك إسبانيا ووصل للمباراة النهائية وتغلب على أتلتيك بلباو بنتيجة 3-1 محققاً لقبه السابع والعشرين في البطولة. وفي دوري أبطال أوروبا تجاوز الفريق نظيره الألماني بايرن ميونخ في الدور نصف النهائي، ليبلغ المباراة النهائية للمرة الثامنة بتاريخه والتي جمعته مع نادي يوفنتوس الإيطالي في 6 يونيو على الملعب الأولمبي في برلين. واستطاع خلالها أبناء المدرب لويس أنريكه تحقيق لقبهم الخامس في البطولة بعد الفوز بنتيجة 3-1 محققين الثلاثية للمرة الثانية في تاريخهم، بعد الثلاثية الأولى التي حققها الفريق بعهد بيب غوارديولا عام 2009


في 18 يوليو 2015 جرت انتخابات رئاسة النادي وتمكن جوسيب ماريا بارتوميو من الحفاظ على منصبه رئيسًا للنادي لفترة رئاسية مدتها ست سنوات بعد أن حصل على نسبة 54.6% من أصوات الناخبين متجاوزًا خصمه الرئيسي رئيس النادي السابق المحامي خوان لابورتا. في مستهل موسم موسم 2015–16، وتحديدًا في منتصف شهر أغسطس عام 2015 خاض النادي مباراة كأس السوبر الأوروبي والتي جمعته بنادي إشبيلية وتمكن من الفوز في المباراة بنتيجة 5-4 بعد أن امتدت لشوطين إضافيين محققا لقبة الخامس في البطولة. بعدها بأيام خاض النادي مباراتي كأس السوبر الإسباني مع نادي أتلتيك بلباو وخسر بمجموع كلا المباراتين بنتيجة 1-5، كذلك شارك النادي خلال شهر ديسمبر عام 2015 ببطولة كأس العالم للأندية التي أقيمت في اليابان ووصل المباراة النهائية التي جمعته مع نادي ريفر بليت الأرجنتيني على ملعب يوكوهاما الدولي وتمكن برشلونة من التفوق بنتيجة 3–0 وتحقيق لقبه الثالث في تلك البطولة والخامس خلال موسم 2014–15.


استكمل النادي مسيرتة الجيدة خلال موسم 2015–16 وحقق لقبيّ الدوري الإسباني وكأس إسبانيا محققاً ثنائية الدوري والكأس للمرة السابعة في تاريخه، واللقب السادس في الدوري الإسباني في ثمانية مواسم، واستطاع كذلك كسر العديد من الأرقام القياسية. فاستطاع النادي خلال عام 2015 من تسجيل 180 هدفًا في جميع المسابقات، وبذلك حطم برشلونة الرقم القياسي لمعظم الأهداف المسجلة في سنة تقويمية واحدة، محطمًا الرقم القياسي السابق المسجحل لريال مدريد والبالغ 178 هدفًا في عام 2014.


في 10 فبراير 2016 حطم إنريكي الرقم القياسي السابق والمسجل باسم بيب غوارديولا في موسم 2010-11، فاستمر الفريق لـ 28 مباراة متتالية بلا هزيمة في جميع المسابقات. وفي 3 مارس 2016 فاز برشلونة على نادي رايو فايكانو بنتيجة 5-1 ليحطم الرقم القياسي لغريمه ريال مدريد بـ 34 مباراة دون هزيمة في جميع المسابقات والذي حققه في موسم 1988–89. استمر برشلونة بالفوز ووصل إلى 39 مباراة بلا هزيمة، لكنه تلك المسيرة انتهت مريرة أمام غريمهم اللدود ريال مدريد في ملعبهم الكامب نو، حيث خسر لقاء الديربي الذي أقيم في 2 أبريل 2016 بنتيجة 2-1 ضمن منافسات الدوري الإسباني. انهى الثلاثي الذهبي (ليونيل ميسي ونيمار ولويس سواريز) ذلك الموسم وقد سجلوا مجتمعين 131 هدفًا، محطمين الرقم القياسي الذي سجلوه في العام السابق لأكبر عدد من الأهداف سجلت من قبل ثلاثي الهجومي في موسم واحد.


تشكيلة مباراة لا ريمونتادا ضد باريس سان جيرمان.
أما علي صعيد القاري، أخفق برشلونة في الحفاظ على لقب دوري الأبطال بعد خروجة من الدور ربع النهائي، على الرغم من تحقيقهم لأكبر عودة في تاريخ دوري أبطال أوروبا. ففي دور الـ 16، خسر برشلونة مباراة الذهاب ضد باريس سان جيرمان في فرنسا بنتيجة 4-0، لكنه عاد وانتقم لخسارته بفوز عريض في ملعبه الكامب نو بنتيجة 6-1 ولتصبح النتيجة النهائية 6-5 لصالح الفريق الكتالوني في مباراة عرفت واشتهرت باسم «لا ريمونتادا» (بالإسبانية: La Remontada)‏ وتعني العودة، مما أهله لدور ربع النهائي. واجه برشلونة في الدور الذي يليه نادي يوفنتوس الإيطالي لكنه خسر خسارة قاسية قوامها 3–0.


واصل أبناء المدرب إنريكي تألقهم على الصعيد المحلي وحققوا لقب كأس السوبر الإسباني 2016 للمرة الثانية عشر في تاريخ النادي، بعد فوزهم ذهاباً وإياباً على منافسهم نادي إشبيلية 2–0 و3–0 على التوالي في بداية الموسم 2016-2017. لكن الفريق بقيادة إنريكي فشلوا في الحفاظ على لقب الدوري الإسباني، وخرجوا من ربع النهائي في بطولة دوري الأبطال بعدما خسروا من نادي يوفنتوس الإيطالي بنتيجة 3–0 بمجموع المبارتين.، واكتفى أبناء المدرب إنريكي بتحقيق لقب بطولة الكأس وكانت المباراة النهائية في تلك البطولة الأخيرة لإنريكي كمدرب للنادي بعد ثلاث سنوات قضاها مدرباً للفريق حقق خلالها 9 بطولات.


في 29 مايو 2017، تم تسمية اللاعب السابق إرنستو فالفيردي خلفًا للويس إنريكي حيث وقع عقدًا لمدة عامين مع خيار لمدة عام آخر. بدأ فالفيدري موسمه الأول بشكل ناجح، محلياً على وجه التحديد، على الرغم من بدايته الغير موفقه ضد غريمه ريال مدريد في منافسات كأس السوبر الإسباني، حيث استطاع الريال من الفوز بلقاء الذهاب والإياب بنتيجة 1–3 و 0–2. لكن فالفيردي ولاعبيه عوضوا تلك الخسارة بحصدهم لثنائية الدوري والكأس. فاستطاع برشلونة من الفوز بقب لدوري الإسباني رقم 25 في تاريخه بعدم تصدر ترتيب البطولة من الجولة الثالثة. في 9 مايو 2018 فاز برشلونة على نادي فياريال ليحقق أطول سلسلة متتالية بدون هزيمة (43 مباراة) في تاريخ الدوري الأسباني، بعدها بعدة أيام وتحديداً في 13 مايو 2018 خسر في أول مباراة له، وكانت في الجولة ما قبل الأخيرة أمام نادي ليفانتي بنتيجة 4–5 لينتهي بذلك الرقما لقياسي عند 43 مباراة بلا هزيمة. أما في منافسات كأس الملك فقاد فاز الفريق باللقب رقم 30، بعدما تغلب على نادي إشبيلية بنتيجة 0–5. أوروبياً لم تكن مسيرة الفريق مرضية حيث خرج من من منافسات دوري الأبطال خسارته من نادي روما على الرغم من فوزهم ذهاباَ بفارق مريح، حيث فاز الفريق ذهاباً 4–1 لكنه خسر الإياب بنتيجة 3–0، لتصبح النتيجة النهائية 4–4 ويتأهل روما بعد تطبيق قانون أهداف خارج الديار.


في موسم 2018–19، استطاع برشلونة الفوز بلقب كأس السوبر الإسباني للمرة 13، وكذلك بلقب الدوري للمرة 26 في تاريخه، لكنه خسر نهائي كأس الملك أمام نادي فالنسيا بنتيجة 1–2. تلك النجاحات المحلية فقدت قيمتها جراء الخروج المذل من منافسات دوري الأبطال، حيث خيم الحزن على رفاق فالفيردي والمشجعين بعد الخسارة وخالي الوفاض من بطولة دوري أبطال أوروبا، بسب الخسارة من قبل نادي ليفربول على الرغم من فوزهم ذهاباَ بفارق مريح وبنتيجة 3-0، لكنه خسر الإياب بطريقة دراماتيكية بنتيجة 4–0 وليخرج خالي الوفاض من بطولة دوري أبطال أوروبا.


في 13 يناير 2020، وبعد الخسارة أمام أتلتيكو مدريد في كأس السوبر الإسباني، تم إقالة إرنستو فالفيردي واستبداله بمدرب كيكي سيتين مدرباً جديداً. كان برشلونة متصدراً للدوري، ثم توقف الدوري بسبب انتشار جائحة فيروس كورونا في إسبانيا، وبعد استكمال الدوري تراجع أداء الفريق وخسروا لقب الدوري لغريمهم ريال مدريد. وعلى الرغم من خسارة لقب الدوري، كان لا يزال هناك أمل للكتالونيين في إحراز لقب دوري أبطال أوروبا، وقد أبلوا بلاداً حسنا في بادئ الأمر حين تغلبوا على نابولي بنتيجة 3–1. لكن سرعان ما خسر برشلونة خسارة مهينة، حيث خسر بنتيجة 8–2 وهي أكبر نتيجة وأسوأ هزيمة في تاريخ النادي. هذا الفشل المحلي والقاري بالإضافة إلى موسم النادي الخالي من الألقاب أدى إلى زعزعة إدارة برشلونة؛ فبسببها أقيل مدير الكرة إريك أبيدال من منصبه وأقيل كذلك المدرب كيكي سيتين. بعد ذلك بيومين، تم تعيين رونالد كومان مدربًا جديدًا لبرشلونة. وفي 27 أكتوبر 2020 أعلن جوسيب ماريا بارتوميو استقالته من منصب الرئيس واستقالة بقية أعضاء مجلس الإدارة، مما يعني حدوث انتخابات مبكر في مارس 2021.


كامب نو (بالقطلونية:Camp Nou؛ أي «الملعب الجديد») هو ملعب كرة قدم يقع في منطقة ليس كورتس بمدينة برشلونة، بإقليم كتالونيا الإسباني. افتتح الملعب في 24 سبتمبر 1957 بعد 3 سنوات من عمليات البناء التي بدأت في 28 مارس 1954، وليصبح الملعب الرئيسي بدلاً من ملعب ملعب كامب دي ليس كورتس والذي كان في الملعب الرسمي للنادي لغاية عام 1957. يتسع المعلب لحضور حوالي 99,354 ألف متفرج، مما يجعله أكبر ملعب كرة قدم في قارة أوروبا. يعدّ ملعب الكامب نو الملعب الرئيسي لنادي الدرجة الأولى الإسباني نادي برشلونة، وكذلك مقراً للنادي حيث يضم مكاتب مجلس الإدارة.


بدأ بناء الاستاد عام 1954 واستمر حتى عام 1957، وكان المهندس المسؤول عن البناء هو فرانسيس فميتجانس ميرو وجوزيف سوتيرنس موري بالتعاون مع لورنزو غارسيا باربون، وقدرت تكلفة المشروع بنحو 288 مليون بيزيتا وعندما أنشئ الملعب بلغت مساحته: 107×72 متر إلا أنها قلصت بعد أن صدر قرار من الفيفا بذلك، إلى:105×68 متر. سبب تحديد اسم الكامب نو جاء بناء على تصويت أعضاء النادي بريديًا حيث وصل عدد الأصوات إلى 29,102. افتتح الملعب في 24 سبتمبر سنة 1957، وكان حينها يتسع لحوالي 73,054 متفرج، وعلى الرغم من أن العمل في الملعب كان لم يكتمل بعد، لكن أكثر من 80,000 متفرج حضروا حفل الافتتاح بمباراة جمعت النادي مع فريق ضم لاعبين من أندية كرة القدم الرئيسية في كاتالونيا، وانتهت تلك المباراة بفوز نادي برشلونة بنتيجة 4-2.


جدِّد الملعب وحُسِّن عدّة مرّات منذ عام 1957، ومن أهم تلك التحسينات إضافة نظام الإضاءة في عام 1959، فضلًا عن إضافة اللوحة الإلكترونية في المدرّج وغرفة الصحافة. وفي عام 1994 خُفِّض مستوى أرضية الملعب. يتسع الملعب حاليًا إلى 99.354 متفرج، وهو يُعد أكبر ملاعب كرة القدم في أوروبا. مُنح الكامب نو وسام الخمس نجوم في موسم 1998-1999 من اليويفا.


شهد ملعب الكامب نو عدد من الأحداث الرياضية الهامة وأبرزها: استضافة حفل الافتتاح والمباراة الافتتاحية في بطولة كأس العالم سنة 1982 التي أقيمت في إسبانيا، وعدد من مباريات البطولة. استضافة عدد من مباريات كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم لعام 1964. استضافة حفلي افتتاح وختام دورة الألعاب الأولمبية التي أقيمت بمدينة برشلونة عام 1992. استضافة عدد من نهائيات بطولات الأندية الأوروبية، إذ استضاف مبارتي نهائي دوري أبطال أوروبا عامي 1989 و1999 إضافة إلى نهائي كأس الاتحاد الأوروبي للأندية أبطال الكؤوس عامي 1972 و1982.


كامب نو الجديد (بالقطلونية:New Camp Nou) الاسم الذي سيطلق على الملعب بعد تجديده، كان مقرراً أن تتم عملية التوسعة والتجديد في 2007 بمناسبة مرور 50 عاماً على افتتاح الملعب، وقد وقع اختيار إدارة النادي على المهندس المعماري البريطاني نورمان فوستر وشركته، ليعيد تشييد الكامب نو، بتكلفة تقديرية تبلغ 250 مليون يورو، لكن بسبب الأزمة المالية العالمية تقرر تأجيل المشروع.


في مارس 2016 أعلن رئيس النادي جوسيب ماريا بارتوميو عن تفاصيل مشروع تحديث كامب نو الذي سيبدأ تنفيذة خلال العام 2017، والمتوقع أن ينتهي العمل فيه عام 2021، ويتضمن المشروع تغطية مدرجات الملعب بالكامل بعد توسيعِها لتصل سعتُها إلى 105 ألف متفرج، وستكون جميع المقاعد في الملعب الجديد ذات رؤية مثالية، ويمكن لجميع المقاعد رؤية كل الملعب، وسوف يتم تحسين المسافات بين المقاعد، لتكون أكثر راحة ويتميز التصميم الذي أعدته وستنفذه شركة نيكين سيكي اليابانية بالانفتاح والأناقة والعصرية وطابعه المتوسطي، ولن تعيق عملية التجديد النادي من لعب مبارياته في الملعب، وقد أطلق على هذا المشروع اسم فضاء برشلونة، وستبلغ تكلفة التجديد نحو 420 مليون يورو، سيتم تمويلها من مساهمة النادي وبيع حقوق تسمية الملعب وقروض من البنوك.


لا ماسيا دي كان بلينس (بالقطلونية: La Masía de Can Planes) وتُنطق اختصارًا لا ماسيا (بالإسبانية: La Masía)‏ ويعرف بـ «معهد برشلونة لصناعة النجوم»، منشأة تأسست في عام 1702 وتقرر أن تكون مقرًا للنادي في سنة 1966، وبعد 13 سنة أي في عام 1979 تقرر أن تكون المنشأة مقرًا لتدريب الناشئين. كانت الطاقة الاستيعابية للأكاديمية تبلغ ستين متدربا، وفي شهر أكتوبر من عام 2011 غُيِّر مبنى الأكاديمية، وانتقل المتدربون إلى مبنى أحدث وأكثر تطورا، وهو مدينة خوان غامبر الرياضية، تستهدف الأكاديمية الأولاد والبنات من سن السادسة حتى سن الثانية عشر، ومن مختلف الجنسيات.


انبثقت فكرة إنشاء مدرسة متخصصة للنادي استنادًا إلى نجاح مدرسة نادي أجاكس الهولندي الذي سيطر على الكرة الأوروبية أغلب عقد السبعينيات من القرن العشرين، ونجاح الكرة الشاملة التي ابتدعها الهولنديون في كأس العالم عام 1974 بألمانيا، وما ساعد على تطبيق هذه الفكرة وجود المدرب الهولندي رينوس ميتشيلز، الذي يُعد أب الكرة الشاملة ومبتكرها، على رأس لاعبي نادي برشلونة في تلك الفترة. لكن الفكرة احتاجت إلى وقت طويل للنجاح وجني ثمارها، وبدأ النادي يجني ثمارها فعليًا عندما جاء يوهان كرويف لتدريب لاعبي برشلونة في عام 1988.


أهم مرتكزات معهد اللاماسيا هي اكتشاف المواهب في عمر صغير، وتدريبهم على الاستحواذ على الكرة ودقة التمرير، والاستمرار في الاهتمام والعناية بهم حتى يصلوا إلى الفريق الأول، لقد وفر معهد لا ماسيا مئات الملايين من الدولارات للنادي من خلال الاعتماد على أبناء المدرسة دون اللجوء إلى الشراء، أي أن السياسة المتبعه هي صنع النجم لا شراؤه، ولا تزال المدرسة تثبت يومًا بعد يوم أنها إحدى أعظم المدارس الكروية إن لم تكن أعظمها، نظرًا لطبيعة النجوم الذين صنعتهم تلك المدرسة والإنجازات التي حققوها سواء فردية أو جماعية.


من أهم اللاعبين الذين تخرجوا من لا ماسيا غويليرمو أمور، جوسيب غوارديولا، تشافي هيرنانديز، كارليس بويول، أندريس إنيستا، ليونيل ميسي، سيسك فابريغاس وجيرارد بيكي وغيرهم الكثير من اللاعبين، شكل اللاعبون الذين تخرجوا من لا ماسيا خلال عقد من الزمان العمود الفقري للنادي الكاتلوني المتوج بلقب دوري أبطال أوروبا أربعة مرات بين عاميّ 2006-2015 وكانوا العمود الفقري للمنتخب الإسباني المتوج بلقب كأس العالم لعام 2010، إذ ضمت تشكيلة المنتخب الإسباني الفائز بتلك البطولة، 9 لاعبين من خريجي تلك الأكاديمية لعب منهم ما بين 6 و7 لاعبين كأساسيين خلال المباريات، وبالتالي يمكن القول أن معهد لا ماسيا خدم نادي برشلونة والمنتخب الإسباني على حد سواء.


الكلاسيكو (بالإسبانية: El Clásico)‏ (بالكتالونية: El Clàssic)‏، هي مباراة ديربي في رياضة كرة القدم، بين قطبي الكرة الإسبانية نادي ريال مدريد ونادي برشلونة، وهي إحدى صور التنافس بين أكبر وأهم ناديين في العاصمة الإسبانية مدريد ومدينة برشلونة، المدينتان الأكبر في إسبانيا. تطلق كلمة الكلاسيكو على المباريات التي تجمع الفريقين في ضمن منافسات الدوري الإسباني، لكن في الوقت الحاضر، أصبحت أي مباراة تجمعهما تعرف باسم الكلاسيكو، سواء أكانت البطولة كأس ملك إسبانيا أو دوري أبطال أوروبا أو غيرها. تُمثل هذه المباراة صراع بين أكبر مدينتين في إسبانيا، وفي بعض الأحيان يشار إليه كصراع سياسي بين المدينتين، بين العاصمة مدريد والتي ينظر لها أنها حاملة لواء القومية الإسبانية، وبين مدينة برشلونة حاملة لواء القومية الكتلونية.


وهي المباراة الأكثر مشاهدة بالعالم، حيث يصل عدد المشاهدين إلى مئات الملايين، ففي المباراة التي جرت في شهر مارس 2014، وصل عدد المشاهدين إلى 400 مليون مشاهد. فهذا الديربي من أشهر الديربيات الأوروبية بل العالمية، فهو يمثل صراعاً بين فريقين حصدوا مجتمعين على 19 بطولة دوري أبطال أوروبا، و62 بطولة دوري محلي. وغالبًا ما تتخذ المنافسة بين أقوى فريقين محليين لكرة القدم طابعًا حادًا، وهذا يصدق بشكل كبير على أقوى فريقين إسبانيين، ألا وهما ريال مدريد وبرشلونة، الذان تُعرف مبارياتهما باسم «الكلاسيكو» أو «المباريات التقليدية». كان كل من هذين الناديين يُعتبر ممثلاً لمنطقتين متخاصمتين منذ نشأة بطولات كرة القدم في إسبانيا، وبالتحديد منطقتا قطلونيا وقشتالة، كما المدينتين اللتان أعطتهما اسمهما. يعتبر البعض أن هذه الخصومة تعكس التوتر السياسي والثقافي بين القطلونيين والقشتاليين، الأمر الذي يراه أحد الكتّأب بمثابة إعادة تجسيد للحرب الأهلية الإسبانية.


خلال عهد الحكم الديكتاتوري لكل من بريمو دي ريفيرا وفرانسيسكو فرانكو، قُمعت جميع المظاهر الثقافية الإقليمية في البلاد، كما حُظر استخدام جميع اللغات المنطوقة البلدية عدا الإسبانية، الأمر الذي جعل سكّان الأقاليم ناقمون وتواقون إلى الحرية، وأصبحوا يجلّون رموزهم الثقافية أكثر من ذي قبل، فأصبح نادي برشلونة بالنسبة للكتالونيين «أكثر من مجرّد ناد» (بالإسبانية: Més que un club)‏، ويقول الكاتب والصحفي مانويل فاسكيز مونتلبان، أن أفضل الطرق التي كان الكتالونيون يُعبرون فيها عن هويتهم، كانت بالانضمام إلى نادي برشلونة، فقد كان هذا الأمر أقل خطورة من انضمامهم إلى أي جمعية سرية مناهضة لحكم فرانكو، الأمر الذي سمح لهم بالتعبير عن رغبتهم بالانشقاق عن باقي البلاد بأسلوب هادئ.


بالمُقابل، كان يُنظر إلى ريال مدريد على أنه تجسيد للنظام الشمولي الفاشستي على كافة مستوياته: بدأً من المستوى الإداري وحتى أصغر لاعب احتياطي. لكن على الرغم من ذلك، فقد ذاق بعض رؤساء الفريقين، مثل جوسب سونال ورفائييل سانشيز جويرا، الأمرّين على يد بعض مؤيدي فرانكو. تفاقمت حدّة المنافسة خلال عقد الخمسينيات من القرن العشرين، عندما ثار جدالاً يتعلق بنقل ألفريدو دي ستيفانو، الذي لعب لصالح ريال مدريد وكان سببًا في تحقيقهم عدد من الانتصارات المتوالية. شهد عقد الستينيات ظهور هذه المنافسة على الساحة الأوروبية، عندما التقى الفريقان مرتين في جولات خروج المغلوب بكأس أوروبا. وفي عام 2002، التقى الفريقان في مباراة أطلقت عليها وسائل الإعلام الإسبانية تسمية «مباراة القرن»، وحضرها ما يزيد عن 500 مليون متفرّج.


أقيم أول لقاء بين الفريقين بتاريخ 13 مايو 1902, ضمن منافسات كأس كوروناسيون، بالعاصمة مدريد، وانتهى بفوز نادي برشلونة بنتيجة 3-1. بينما أول لقاء رسمي جمعهما كان كأس ملك إسبانيا 1916، وتحديداً في يوم 26 مارس 1916، وانتهى لصالح نادي برشلونة بنتيجة 3-1. بينما أول مباراة جمعت بين الفريقين في مسابقة الدوري كانت في 17 فبراير 1929، وانتهت بفوز ريال مدريد بنتيجة 2-1. يمتلك نادي ريال مدريد الرقم الأكبر في عدد مرات الفوز في اللقاءات الرسمية التي جمعت الفريقين، فتواجه الفريقان في 255 لقاءاً رسمياً، فاز ريال مدريد في 103 لقاء، بينما فاز نادي برشلونة في 100 لقاءً، وتعادل الفريقان في 52 لقاء. وهم جنباً إلى جنب مع نادي أتلتيك بلباو، الفرق الوحيدة التي لم تهبط إلى الدوري الدرجة الثانية منذ تأسيسيها. وللكلاسيكو أسماء عديدة أهمها كلاسيكو الأرض، وكلاسيكو الكرة الأرضية. ومن ناحية أخرى يُعتبر كل من نادي برشلونة وريال مدريد من الفرق المؤسسة لمجموعة جي-14 للأندية القيادية الأوروبية، التي تم إلغاؤها حاليّا واستبدلت برابطة الأندية الأوروبية.


حقق نادي برشلونة عددًا من الإنجازات والأرقام المهمة في قارة أوروبا وإسبانيا، مما يؤكد عراقة النادي ويضمن له مكانة مرموقة بين الأندية، ومن أهم هذه الإنجازات: أول فريق أوروبي يحقق ثلاثية الدوري والكأس ودوري أبطال أوروبا بنفس الموسم مرتين وكان ذلك بموسمي 2008- 09 و2014- 15، وأيضا النادي الوحيد في أوروبا الذي حقق ست بطولات رسمية في عام واحد، وبالتحديد في سنة 2009. بعد تحقيقه لقب دوري أبطال أوروبا موسم 2014- 15 للمرة الخامسة في تاريخه أصبح برشلونة سادس ناد يحصل على وسام اليويفا الشرفي وهو الوسام الذي يمنح للأندية الفائزة ببطولة دوري أبطال أوروبا خمس مرات أو ثلاثة مرات متتالية. عُدَّ برشلونة أفضل نادي كرة قدم في العالم خلال العشرية الأولى من القرن الحادي والعشرين حسب الاتحاد الدولي لإحصائيات كرة القدم.

صاحب رقم مميز بالتتويج بعدد من البطولات القارية، فهو أكثر الفرق فوزًا ببطولة كأس أبطال الكؤوس الأوروبية (4 مرات)، وكأس السوبر الأوروبي (5) وكأس المعارض الأوروبية ثلاث مرات وكأس العالم للأندية ثلاث مرات. أكثر الأندية الأوروبية وصولًا للمباراة النهائية بإحدى البطولات الأوروبية، إذ خاض 18 مباراة نهائية. أفضل ثلاثي هجومي في التاريخ إذ تمكن ثلاثي خط هجوم برشلونة في موسم 2015-16 ليونيل ميسي ونيمار ولويس سواريز من إحراز 131 هدفا خلال الموسم.


أول نادٍ يحقق لقب الدوري الإسباني، وذلك في موسم 1928-1929، وكان أحد طرفي المباراة النهائية في أول بطولة كأس إسبانيا عام 1902. صاحب رقم مميز بالتتويج بعدد من البطولات الإسبانية، فهو أكثر الفرق فوزًا ببطولة كأس إسبانيا (31 مرة)، وكأس السوبر الإسباني (14 مرة)، وكأس الدوري الإسباني (مرتين). النادي الإسباني الوحيد الذي يحقق ثلاثية الدوري والكأس ودوري أبطال أوروبا بنفس العام وتحقق ذلك مرتين أعوام 2009 و2015. أكثر فريق في إسبانيا تحقيقًا لثنائية الدوري والكأس في موسم واحد بواقع ثمانية مرات وكان ذلك مواسم 1951–52، 1952–53، 1958–59، 1997–98، 2008–09، 2014–15، 2015–16، 2017–18. ثاني أكثر فريق إسباني حافظ على سجلة دون خسارة في المباريات الرسمية في نفس الموسم، وبواقع 39 مباراة متتالية دون خسارة بعد ريال مدريد الذي حقق 40 مُبارة مُتتالية دون خسارة، وكان ذلك خلال الموسم 2015-16.


يُعتبر اللاعب ميسي الهداف التاريخي للنادي، بعد تجاوزه عدد الأهداف الرسمية للاعب سيزار الفاريز الهداف التاريخي السابق لبرشلونة وصاحب 232 هدف أحرزها خلال مباريات رسمية، مع العلم أن اللاعب باولينو ألكنتارا (لعب للنادي بين عامي 1912 و1927) أحرز للنادي 395 هدف في 357 مباراة، من بينها 143 هدف فقط في مباريات رسمية وباقي الأهداف بمباريات ودية. يُبين الجدول التالي أفضل عشرة هدافين للنادي الكاتلوني على مر تاريخه، بالإضافة إلى عدد الأهداف والبطولات التي سجلت بها وعدد المباريات التي خاضها كل منهم والفترة التي أمضوها بالنادي.